الرئيسية / إضاءات / الإدارة المغربية.. “كابوس” المواطن الذي شعر به الملك محمد السادس
الملك

الإدارة المغربية.. “كابوس” المواطن الذي شعر به الملك محمد السادس

سطر الملك محمد السادس مجموعة من الأعطاب التي تتخلل عمل الإدارة العمومية المغربية، وكذا الاكراهات التي يواجهها المواطن داخل هذا الفضاء، في خطابه الموجه إلى نواب الأمة بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية مساء أمس الجمعة 14 أكتوبر الجاري. العاهل المغربي قام بدور النواب إذ نقل هموم المواطن مع الإدارة إلى البرلمان لإيجاد حلول نهائية لها، حيث أكد قائلا: “إن الصعوبات التي تواجه المواطن في علاقته بالإدارة كثيرة ومتعددة، تبتدئ من الاستقبال، مرورا بالتواصل، إلى معالجة الملفات والوثائق بحيث أصبحت ترتبط في ذهنه بمسار المحارب”.

عقم التواصل بين المواطن والإدارة، دفع أبناء هذا الشعب للجوء إلى الملك محمد السادس بصفته أعلى سلطة في البلاد لتقديم شكايات يستنجدون من خلالها الملك للتدخل لحل مشاكلهم البسيطة، حسب ما جاء في الخطاب، بسبب ضعف أو انعدام الثقة بين الإدارة والمرتفقين.

“انعدام الثقة بين المواطن والإدارة، هو مشكل عويص يعرقل تقدم مسار الجهوية المتقدمة، ويكرس المركزية التي أضحى المغرب يتخلى عنها شيء فشيئا”. يقول الدكتور محمد زين الدين أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، في تصريح لـ مشاهد24 ثم يردف قائلا: “الخطب التي وجهها العاهل المغربي داخل قبة البرلمان اتسمت خلال السنوات الأخيرة بوحدة الموضوع، هذه المرة اختار الملك محمد السادس أن ينبش في قضية من الأهمية بمكان، تهم كل مواطن وهي الإدارة المغربية والتي طالما كانت موضع شكايات”.

ولفت زين الدين، أن العاهل المغربي “أعطى رسالة قوية في خطابه للحكومة المقبلة، كي تضع ضمن أولويات عملها إصلاح الإدارة وتحديثها وتعزيز خدمة المواطن مادام وهو نقطة الرحى في هذه العملية، فالغاية من وجود الإدارة هي تمكين المواطن من قضاء مصالحه، في أحسن الظروف، وتبسيط المساطر، وتقريب المرافق والخدمات الأساسية منه”.

واعتبر أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، أن الإدارة المغربية “عادة ما تتحول إلى فضاء تُقضى فيه المصالح الشخصية والحزبية لبعض المنتخبين، دون الاكتراث لما يعانيه المواطن المغربي، وهو ما لمّح إليه العاهل المغربي في خطابه”.

ملك البلاد، وكما عاين نواب الأمة والشعب، نزل بكل ثقله ووجه لوما قاسيا لكل الفاعلين والمسؤولين على الإدارة بمختلف مستوياتهم ودرجاتهم، وقدم تشخيصا دقيقا للوضعية التي تعيشها الإدارة المغربية، فكيف لا وهو أكد في خطابه أنه قام بالتدخل بشكل شخصي لإيجاد حلول المواطنين، “البعض لا يفهم توجه عدد من المواطنين إلى ملكهم من أجل حل مشاكل وقضايا بسيطة فهذا يعني أن هناك خللا في مكان ما” يقول الملك محمد السادس.

وأردف العاهل المغربي قائلا: “أنا بطبيعة الحال أعتز بالتعامل المباشر مع أبناء شعبي، وبقضاء حاجاتهم البسيطة، وسأظل دائما أقوم بذلك في خدمتهم”، قبل أن يتساءل بغرابة “ولكن هل سيطلب مني المواطنون التدخل لو قامت الإدارة بواجبها؟”، مشددا “الأكيد أنهم يلجؤون إلى لأن الأبواب اُغلقت في وجوههم”.

واعتبر زين الدين أن المشكل الكبير الذي تعاني منه الإدارة المغربية، يتمثل في التهاون في تطبيق المبادئ والقواعد القانونية، ومن ضمنها تطبيق المراسيم التي جاءت بها الجهوية الموسعة، لأجل تحقيق إقلاع إقتصادي ومجتمعي.