خلق حماد القباج الإمام والداعية السلفي المعروف، الحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع، بقبوله الانخراط في اللعبة الانتخابية تحت لواء ” العدالة والتنمية”، كمرشح في مراكش، رغم أنه لم يكن يوما من المنتسبين لحزب ” المصباح”، مما فجر غضبا، حسب بعض الكواليس، داخل صفوف رفاق بنكيران، في المدينة الحمراء، ممن كانوا يمنون النفس بتجريب حظوظهم في دائرة جيليز الانتخابية، قبل أن يفاجأوا بظهور هذا الطارق الجديد.
ومنذ الإعلان عن دخول هذا الإسم حلبة السباق الانتخابي ليوم سابع أكتوبر المقبل، ووجوده ضمن لوائح الترشيح لحزب ذي مرجعية إسلامية، تجدد الجدل حول إشكالية ربط النشاط السياسي بالدين، وهو سلوك غير مقبول وغير قانوني وممنوع، ويتعارض مع أسس وقواعد الاختيار الديمقراطي في المملكة.
فمن أين جاء الرجل؟ وماهي خلفيته، وما رصيده المعرفي؟
الكثيرون كانوا يربطون بينه وبين عبد الرحمان المغراوي، شيخ السلفيين التقليديين بمراكش، صاحب ” دار القرآن” سابقا، صاحب الفتوى الشهيرة الخاصة ب” تزويج ابنة التاسعة”، إلا أن هناك من يتحدث عن وقوع تباعد في المسافة الفكرية بين الرجلين.
جانب آخر في مسار القباج، وهو من الأشخاص ذوي الإعاقة، يتعلق بنشاطه في المجال الصحافي كممارس ضمن صحيفة ورقية تهتم بالشأن الديني، في جانبه السلفي، إضافة إلى اشتغاله في موقع الكتروني.
سيلمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يرى أن حماد القباج، شخصية فاعلة في المجتمع المدني، وسبق له أن ساهم بحماس وفاعلية في مداولات الحوار الوطني للمجتمع المدني والأدوار الدستورية الجديدة المتعلقة بأحكام الدستور والحياة الجمعوية.
وقال العمراني في تصريح لموقع ” مشاهد42″ عبر الهاتف، إن اختيار القباج للترشح للانتخابات ينسجم تماما مع سياسة الحزب، وانفتاحه على الطاقات والكفاءات الحية التي يمكن ان تسهم في النهوض بالمجتمع، عبر جهودها في البناء.
وأكد المتحدث ذاته، في نفس التصريح، أن حزب العدالة والتنمية ليس مؤسسة منغلقة على نفسها، مذكرا بأن هذه ليست أول مرة يقوم بها بهذه المبادرة، إذ اعتمدها ايضا في الانتخابات الجماعية التي جرت يوم 4 شتنبر الماضي.
وذهب العمراني إلى حد القول، إن حزبه مستعد للسير بعيدا في هذا الاتجاه، وذلك باختيار وزراء يمثلونه مستقبلا في الحكومة، بعد الانتخابات، من بين الشخصيات الحقوقية، المشهود لها بالكفاءة والاقتدار، دون أن تكون بالضرورة حاملة لبطاقة الانتماء الحزبي.
وشدد على أن السلفيين يمثلون حساسية داخل المجتمع، ويتعين إعطاءهم الفرصة للتعبير عن وجهات نظرهم، في احترام تام لضوابط وأخلاقيات العمل السياسي، بمعزل تام عن اي استغلال ديني.