حشود المصطافين تتدفق بشاطئ “مدام شوال” خلف “موركومول” بعين الذئاب، ليقر المصطاف، مجرد وصوله، إلى الميزة الخاصة بهذا الشاطئ، حيث معظم المصطافين هم أصحاب سيارات، فيكفي دفع خمسة دراهم للحارس والاحتفاظ بالتذكرة، بعد ركن السيارة، ثم النزول عبر منحدر بسيط يقود إلى مقدمة الشاطئ، الذي تتخلله ممرات خشبية توزع الاتجاهات، حيث تنصب المظلات الشمسية والطاولات والكراسي، المسخرة للكراء، ما يجعل مشهد الشاطئ منتظما.
عبر التهيئة التي يتميز بها شاطئ “مدام شوال”، يسهل على المصطاف انتقاء مكان يلائمه، عند كراء المظلات الشمسية بـ 20 درهم، والكرسي الواحد بـ5 دراهم، والطاولة بـ10 دراهم، في حين يحرص أصحابها على تسيير فضاء الشاطئ، وفق المعايير التي تحترم فيها المسافات بين المظلات الشمسية المزروعة في الرمال.
أما المصطافون ممن يجلبون مظلاتهم الشمسية، فيصبح عليهم لزاما، الابتعاد نحو البحر للاستجمام، بعد إفساح المجال للراغبين في كراء المظلات، وبهذا يضمن أصحابها ترتيبا ملائما لجعل مشهد الشاطئ يخلو من الاكتظاظ ويفسح الرؤية للكثيرين، لمتابعة أجواء الاستجمام في البحر واليابسة.
إن المظلات الشمسية المنتصبة للكراء تباعد بينها خطوات، وتفسح المجال للاستجمام بمنأى عن التزاحم، وبنوع من الاتزان يحرص كل مصطاف على راحته دون تشويش لراحة الآخرين.
في الطرف المجاور لمياه البحر في شاطئ “مدام شوال”، المجاور لمياه البحر، يتوزع منقذو السباحة، متفقدين بيقظة تحركات المصطافين المنغمسين في البحر، ومشددين في كل تقدم نحو العمق على إطلاق صفارات الإنذار للتراجع نحو اليابسة.
أما متعة الأطفال فتتضاعف بنهم، فيكفي أن تتوالى الأمواج ليجدوا أنفسهم ينغمسون في ثناياها، ومع أول تحرك ينم عن التوجه نحو العمق، ترتفع من جديد صفارة المنقذين الموسميين، فيما المصطافون يرفعون بصرهم نحو تدفق أمواج البحر دون توقف.
تمتد في وسط الرمال بيوتات خشبية جهزت لاستقبال الرياضيين وأخرى لتجهيز المأكولات الخفيفة إلى جانب حمامات و مخفر للشرطة، ثم كراس ومظلات وطاولات نصبت وغطت على مرأى البصر فضاء الشاطئ.
وفي هذا التوزيع للمرافق، تتعزز راحة المصطافين بقلب الشاطئ، بعد أن ساعد توزيع المظلات الشمسية على أن يستجموا بمنأى عن التزاحم.
الترتيب الواضح بشاطئ “مادام شوال” يفرض بلتقائية، احترام نظافته، بعدما خصصت أكياس كثيرة لجمع النفايات، دونت فوقها لافتات تدعو إلى احترام نظافة الشاطئ، تعزيزا لمتعة الاستجمام بشاطئ نادرا ما يتاح للكثيرين.
من جهة أخرى، فإن المرخص له بالاستغلال المؤقت لشاطئ عين الذئاب، يلتزم بعدة معايير تهم مجال البيئة وحفظ الصحة بالشاطئ وسلامة المصطافين.
يتعهد المرخص له بتوفير التجهيزات الضرورية، لصيانة الشاطئ وحمايته وحسن استغلاله، عبر إحداث وتهيئة مداخل بالعدد الكافي لولوج الشاطئ، مع مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة، مع السهر على ألا يقل عرض كل مدخل عن أربعة أمتار.
كما يجب احترام جميع التصاميم المرفقة بالملحق، فيما يخص المنطقة المخصصة لوضع الواقيات من الشمس، والتي يجب أن تكون ذات رونق وجمالية منسجمة مع المجال الموضوعة فيه، ويشترط أن تكون الواقيات ذات لون وشكل موحدين، وألا تقل المسافة بين واقية شمسية وأخرى عن خمسة أمتار، وألا تحمل أي إشهار.
وفي السياق ذاته، يتوجب على المرخص له إشهار مختلف الأثمنة، مقابل الخدمات التي يقدمها لرواد الشاطئ، بشكل ظاهر وواضح بمدخل القطعة المرخص باستغلالها، الواقيات الشمسية، الواجبات الغذائية، ألعاب الأطفال، وأمام كل مدخل من المداخل الواردة في التصميم الملحق، ويتم الإشهار من خلال لوائح تستوجب للمواصفات الجمالية بحجم مترين على متر واحد.
من جهة أخرى، أخذت الممرات التي تقود إلى قلب الشاطئ تعج بالوافدين حتى في فترة العصر، فكانت العديد من الكراسي ما تزال شاغرة يحتلها المصطافون باضطراد، وكانت المجموعات الصغيرة القادمة في أوقات متأخرة من اليوم تنتهي إلى ملء هذه الكراسي.
فشساعة شاطئ “مدام شوال” غير المكتظ، لعدم وصول الحافلات و”الطرامواي” بهذه النقطة، تُنوع في اختيارات المصطافين لانتقاء مكان بالشاطئ، والاستجمام على نحو يطلق العنان للذات، تحت وقع رذاذ البحر الذي تلقي به الأمواج، خاصة لأولئك الذين فضلوا دفع خمسة دراهم لحارس السيارات، والاكتفاء بالجلوس تحت أشعة الشمس، دون الاستعانة بالمظلات الشمسية للكراء.