بمجرد أن تم اختيار السلفي حماد القباج وكيلا للائحة حزب العدالة والتنمية بدائرة جليز في مراكش، لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من أكتوبر المقبل، تعددت قراءات المتتبعين للشأن السياسي حول أسباب وضع القباج في هذه المحطة المهمة، سيما وأن الرجل ليست لديه خبرة واسعة في الحقل السياسي وتثار حوله العديد من علامات الاستفهام.
وحسب مصادر حزبية، فإن اختيار القباج كان مفاجئا وخلق نوعا من الانقسام حول دواعي هذه الخطوة من لدن حزب العدالة والتنمية، خاصة وأنه من الأشخاص في وضعية إعاقة، ومعروف بتشدده نظرا لانتمائه السلفي.
وأضاف مصدرنا، أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يلهث وراء استمالة أصوات السلفيين عبر اختيار القباج وكيلا للائحة، نظرا للمكانة المميزة التي يحظى بها، ليس هذا فحسب، بل إن الرجل لديه شعبية كبيرة ومناصرين كانوا في السابق من أتباع محمد بن عبد الرحمان المغراوي رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة والذي لم يعد يؤيد “البيجيدي”.
وأوضح مصدرنا، أن القباج أضحى محبوبا لدى بعض قيادات الحزب وإخوان بنكيران، وذراعها الدعوي “حركة التوحيد والإصلاح”، ويعول عليه “المصباح” كثيرا في مراكش لمنافسة الأصالة والمعاصرة، سيما وأن مواقف الرجل تتماشى مع تصور الحزب، على عكس سلفيين آخرين.
في حين اعتبر حسن الهيثمي، المسؤول بديوان الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالبرلمان والمجتمع المدني، في تدوينة “فيسبوكية”، ترشيح القباج ضمن مرشحي العدالة والتنمية رسالة إلى أن جزءا مما يسمى “التيار السلفي” يؤمن بالاختيار الديمقراطي ويشتغل في العلن، وداخل حزب سياسي معروف له شعبية، وفي ذلك دعوة إلى تيار فكري بالانخراط في الحياة السياسية، والإيمان بالديمقراطية، نتيجة المراجعات العميقة التي قام بها، والقطع مع مرحلة كان النقاش فيها “هل الديمقراطية حلال أم حرام؟”.