يرى البعض في روسيا أن رئيسها فلاديمير بوتين يبقيها في حالة من الطوارئ من خلال اتخاذ الأحداث والتهديدات الأمنية كذريعة لتكريس هذا الوضع.
الكاتب ماكسيم ترودوليوبوف يرى في مقال نشرته صحيفة “موسكو تايمز” الروسية أن بوتين يثير الإعجاب والخشية في النفوس لأنه يعرف كيف يخلق التشويق ويحرص دائما على أن تكون خطوته المقبلة غير متوقعة، رغم أن من الأكثر السياسيين الذين يحافظون على نسق عام في سياستهم.
ويضيف الكاتب أنه كلما وجد الرئيس الروسي نفسه في وضع لا تسير فيه الأمور على النحو الذي يريد، يقفز على أقرب مسألة أمنية ويجعل منها “عرضه المبهر” المقبل.
المثال الذي قدمه الكاتب لآخر عروض بوتين، هو ما تحدثت عنه وكالة الأمن الفدرالية الروسية عن حدوث اشتباكات بين قواتها ومجموعتين من “المخربين” الأوكرانيين، والذي أسفر عن اعتقال سبعة أشخاص ومقتل جنديين روسيين. الحادث نفاه الجانب الأوكراني.
أيا تكن الحقيقة، فقد صرح بوتين أن المحادثات التي من المفترض أن تدور في قمة دول العشرين في الصين الشهر المقبل حول وضع دونتسيك ولوهانسك بأنه “لا فائدة منها”.
تصريحات بوتين لا تعني حسب كاتب المقال أن المسار التفاوضي سيتوقف، ولكنها تكشف عن كون موسكو قامت بأول خطوة في اللعبة، ما يعني أنه سيتوجب على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، شريكا بوتين في “إطار نورماندي”، إلى العمل على إعادة روسيا لطاولة التفاوض.
ويرى المراقبون أن الحادث الأخير في أوكرانيا تم تسليط الأضواء عليه من أجل رفع سقف التفاوض الروسي قبل المفاوضات بين موسكو وكييف في ظل “إطار نورماندي”. التساؤل يبقى بخصوص مسار مينسك وما إذا كانت روسيا ستتخلى عنه أم ستطالب بتنازلات؟
ونقل الكاتب عن أوليغ كاشين، الذي وصفه بأنه أحد أهم المراقبين للوضع الداخلي الروسي، قوله إن كون الحادث الأمني المذكور قد وقع فعلا أم لا يهم. فلو كانت موسكو اختارت عدم التصعيد لسكتت عن الموضوع، لكنها قررت بالمقابل تسليط الضوء عليه. وكما متوقعا، فقد اجتمع مجلس الأمن الروسي للتباحث بشأن اتخاذ تدابير أمنية إضافية في شبه جزيرة القرم كما أعلنت روسيا عن قيامها بمناورة عسكرية بحرية في البحر الأسود في حين وضعت أوكرانيا قواتها في حالة استعدادات للقتال.
ويؤكد ماكسيم ترودوليوبوف أن الكرملن وظف مرارا عمليات إرهابية وأحداث أصغر من ذلك فيها تهديد للأمن العام كذرائع من أجل فرض حالة من الطوارئ في روسيا في مرحلة حكم فلاديمير بوتين.