لاأحد حتى الآن بمقدوره التنبؤ بالنتيجة التي يمكن ان تسفر عنها صناديق اقتراع سابع أكتوبر المقبل..هل ستكون لصالح حزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي الحالي؟ أم لحزب الأصالة والمعاصرة، المتموقع في المعارضة، أم لحزب ثالث، ربما حزب الاستقلال، الذي قد يستغل الصراع الشرس بين هذين القطبين الحزبين، ويحقق المفاجأة، وإن كان البعض يستبعدها؟!
وكل يوم، ومع اقتراب موعد هذه المحطة الانتخابية الجديدة، في التاريخ السياسي للمغرب المعاصر، يزداد الصراع الحزبي التهابا يفوق كثيرا حرارة صيف هذا العام، إذ أخذ كل طرف حزبي يهيء عدته، باللجوء إلى كل الوسائل التي يراها كفيلة بتعزيز موقفه السياسي، ومنها وسائل الإعلام الالكترونية والافتراضية والمكتوبة، في انتظار حلول موعد الحصص التلفزيونية التي ستنطلق قريبا مع الحملة الانتخابية.
ولعله من الظواهر المؤسفة، وكما لاحظ ذلك عدد من المتتبعين للشأن السياسي في البلاد، أن غالبية الأحزاب، تفسح المجال واسعا لإشعال صراعها مع الأطراف المتنافسة، بأساليب حادة، ونعتها بأقبح النعوت، وتهمل أدبياتها السياسية، فلا حديث عن البرامج الانتخابية أو الخطط الاستراتيجية الكفيلة بضمان شروط النهضة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ولا أي تصور يصب في هذا المنحى.
وسواء في أحزاب ” العدالة والتنمية”، أو ” ألاصالة والمعاصرة”، أو ” الاستقلال”، أو “الحركة الشعبية”، أو ” التجمع الوطني للأحرار”، أو غيره ، فإن إن التركيز حاليا، يتم حول اختيار الوجوه التي يراها الزعماء، عبر لجان التزكيات الانتخابية، قادرة على كسب الرهان، والفوز برضى الكتلة الناخبة.
وإذا كانت الولائم وتنظيم حفلات الختان وغيرها، تشكل في السابق مظهرا من مظاهر استمالة الناخبين، فإنها هذا العام سوف تكون تحت الحصار، ذلك أن عيون السلطة التي لاتنام سوف تكون لها بالمرصاد، ومن بين ذلك منع توزيع أكباش الأضاحي على بعض الفئات الاجتماعية مخافة استغلالها انتخابيا.
وفي انتظار يوم الحسم، فإن هناك من المحللين من يرى أن دائرة التنافس على المراتب الأولى في تشريعيات 7 أكتوبر ربما تكون منحصرة بين ثلاثة أحزاب رئيسية، إذا احسنت استغلال الدفاع عن صورتها، وإيصال صوتها إلى المتلقي بطريقة مقنعة: “العدالة والتنمية” بتقديم حصيلته الحكومية، و”الأصالة والمعاصرة” بإبرازه لخريطة توجهه المستقبلي، و “الاستقلال” بإعادة تنظيمه لصفوفه، واستغلاله للصراع الملتهب بين الحزبين الغريمين:” المصباح” و”الجرار”.