الرئيسية / المغرب الكبير / حينما يقارن أويحيى بين الاستعمار الفرنسي للجزائر والنظام الحالي
الاستعمار الفرنسي للجزائر
أحمد أويحيى رئيس الحكومة الجزائري السابق

حينما يقارن أويحيى بين الاستعمار الفرنسي للجزائر والنظام الحالي

لا شك أن القول بأن الاستعماري الفرنسي للجزائر لم يخلف سوى الويلات والمآسي أمر مفروغ منه.

فذاكرة الجزائر مثقلة بما تركه الاستعماري الفرنسي في بلادهم من مآسي من أبرزها الحصيلة الثقيلة لحرب التحرير الجزائرية وما رافقها من استشهاد مليون شخص، وأيضا ثورة الأمير عبد القادر الجزائري وطول أمد الاستعمار الذي ظل 132 سنة جاثما على صدور الجزائريين.

وبالتالي فإنه من البديهي بالنسبة لمواطني بلد المليون شهيد أن الاستعمار الفرنسي للجزائر نقطة سوداء في تاريخ البلاد، ولا حاجة بالتذكير بذلك.

لكن المثير هو أن يتعرض أحمد أويحيى، مدير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وزعيم ثاني أكبر حزب في البلاد (التجمع الوطني الديمقراطي) ورئيس الحكومة السابق، إلى موضوع الاستعمار الفرنسي للجزائر من خلال عقد مقارنة بينه.

الكيفية التي تناول أويحيى بها الموضوع جعلت منبرا إعلاميا جزائريا ما إذا كان مدير ديوان الرئيس يعاني من “نقص في الإلهام أو الوعي السياسي”، حيث تحدث يوم أمس السبت خلال كلمته أمام جامعة صيفية لاتحاد طلبة الجزائر عن الاستعمار مقارنا إياه بالنظام الذي أعقبه منذ الاستقلال إلى الآن.

وبالنسبة إلى زعيم حزب “الأرندي” (كما يسمى نسبة إلى اختصاره الفرنسي) فإن الاستعمار الفرنسي كان يخشى من تعلم الجزائريين، لذلك كانت البلاد تضم 500 طالب فقط، غالبيتهم فرنسيون، أما اليوم فعدد الطلبة يصل إلى 8 ملايين موزعين على عشرات الجامعات، في الوقت الذي طور فيه النظام البحث العلمي الذي لم يكن موجودا في 1962.

وفي الوقت الذي كان فيه بإمكان أويحيى أن يتوقف عند هذا الحد، كما علق على ذلك موقع TSA، أصر رئيس الحكومة الجزائري السابق على الاستمرار مذكرا سكان وهران بأن أحسن واحد فيهم كان إما عاملا على الأرض من نوع (خماس) أو حامل أمتعة وسلع (حمال)، مذكرا في الوقت نفسه أن من أوائل القرارات التي اتخذها الوزير الراحل بشير بومعزة عام 1963 هو منع مهنة ماسح الأحذية التي كانت منتشرة في عهد الاستعمار الفرنسي للجزائر .

وبالتالي، فإن على الجزائريين اليوم، خاصة الشعب، أن يشعروا بالفخر لكونهم يعيشون في سلام ورفاهية نتيجة للمجهودات التي بذلت من طرف الدولة.