الرئيسية / ثقافة ومعرفة / القفطان.. لباس مستحدث بالمغرب ميَز السلاطين والحاشية
القفطان

القفطان.. لباس مستحدث بالمغرب ميَز السلاطين والحاشية

يرجع أصل لفظ القفطان التركي إلى الكلمة الفارسية “خفتان”، وهو من الألبسة المستحدثة بالمغرب الأقصى في القرن 10 هجري، 16 ميلادي، المقتبسة عن الأتراك، هم لباس الخاصة، السلطان السعدي وحاشيته، وقواد الجيش السامين، وعرف أيضا بلفظ “الملوطة” الأندلسي، لتشابه اللباسين في الشكل والزخرفة، وهو ما يوحي باحتمال شيوع هذا اللباس بالمغرب الإسلامي قبيل هذا التاريخ. يورد محمد مقر، في كتابه اللباس المغربي من بداية الدولة المرينية إلى العصر السعدي”.

ولا يمكن الوثوق بثبات دلالات ألفاظ الملابس وإهمال تطورها التاريخي، فمنذ القرن 8 هجري، 14 ميلادي، ذكر ابن بطوطة في سياق حديثه عن لباس أحد الفقهاء مدينة مكة، كلمة “قفطان” للدلالة على جبة بيضاء من القطن، يضيف محمد مقر.

ويستطرد القول إن هذا تعريف مخالف لشكل القفطان المعروف في العصر السعدي، ولذلك يمكن اعتبار القفطان تطورا لأشكال من الملابس كالجبة، والقميص والملوطة وتميز بكثافة التطريز، والنسيج الرفيع، والزخرفة ، وهو في نهاية الأمر لا يخرج عن التطور التاريخي العالمي للأزياء في ذلك الوقت، فهو عبارة عن معطف مفتوح من الأمام، مغلق بأزرار تزينه على الصدر، وحسب الذوق والعادة، يكون أحيانا بكمين قصيرين لا يتجاوزان المرفقين أو طويلين عريضين، أو ضيقين، أو بدونهما، ويمكن أن يمتد في طوله إلى القدمين، أو إلى نصف الساق.

لم يكن معروفا إلا بعدد قليل جدا من المناطق الحضرية كمدينتي فاس ومراكش، واقتصر في بداية الأمر على الرجال، ويعتقد ر.دوزي، أن هذا اللباس هو المقصود في قول مارمول عن سكان مدينة مراكش:”ولباس العامة كذلك، ولكن بأثمان أقل، وللعديد منهم دثارات مخصرة، ملونة لها أربعة أذيال، ونصف أكمام ضيقة جدا، والكل مزين بأزرار، وأيضا في إشارته بمدينة فاس إلى أن “الصناع وعامة الناس، خاصة الراجلين ورماة الأسلحة النارية الذين، يمتطون صهوات الخيل، فإنهم يلبسون أردية قصيرة ذات أربعة أذيال تصل إلى الركبة”ن ويمكن المطابقة بين هذا الوصف ولباس القفطان ، غير أنه من المفترض أن يكون مارمول الإسباني الأصل، هو الذي قضى في شمال إفريقيا نحو اثنين وعشرين سنة على دراية بألفاظ اللباس من خلال تعلمه للغتين العربية والبربرية.

كما استعمل لفظ الملوطة لنعث لباس النبلاء والأكابر بمدينة فاس، ويكون هنا أقرب إلى الدقة لمطابقة الوصف لباس القفطان حينما يقول :”ولباس النبلاء والأكابر أكثر تحضرا، إذ يلبسون قمصانا من قمصان “كامبري”، من الحرير، أو الجوخ الرفيع، قرمزية أو ستانان أحمر، أو دمشقية بالأطلس الملون، وإن لم يكن لديهم “مارلوط”، فإن لهم سترات من صوف، أو أردية من صوف أيضا، يورد محمد مقر في كتابه.

ويضيف أن هذا التوجه يدعمه كون بعض المصادر الإسبانية تستخدم لفظ الملوطة للدلالة على القفطان كما هو مثبت في رسالة احد مرافقي السفير الإسباني في مهمته لدى أحمد المنصور الذهبي، سنة 987 هجري، 1579 ميلادي، إذ يعرف صاحب الرسالة الملوطة، بأنها هي القفطان تزيى بها القائد المعروف بالمنصور المكلف من قبل السلطان السعدي، باستقبال وفود السفارات الأجنبية بميناء مدينة آسفي.

وميزت القفاطين لباس الجند في عهد أحمد المنصور الذهبي، وأيضا بعض الفقهاء، وقد عاينها التمجروتي أيضا في سفارته إلى تركيا لدى السلطة والأعيان والجند.