هل تتوفر الجزائر على رئيس حقا ؟ سؤال مقلق ولا شك في ظل الحالة الشاذة التي يعرفها هذا البلد المغاربي الذي يقوده، ظاهريا، رئيس جمهورية على كرسي متحرك، يحتفي به محيطه عندما يظهر في شاشة التلفزيون بعد غياب، ليقولوا إن الرئيس “بصحة جيدة” في تحد سافر للعقل ولذكاء الجزائريين.
ما معنى أن تكون رئيسا؟ سؤال عام طرحه الكاتب الصحفي عمر بن بختي في مقال نشره موقع Impact24 الجزائري الناطق بالفرنسية، من خلال طرح عدد من المسلمات التي تجيب على السؤال الخاص: هل تتوفر الجزائر على رئيس حقا ؟
ما معنى أن تكون رئيسا؟ سؤال عميق في السياق الجزائري، كما يؤكد بن بختي، في الوقت الذي تعيش فيه البلاد “العهدة الرابعة” التي سمتها الكبرى العجز والمرض.
أن يكون المرء رئيسا، كما يذكر بذلك الكاتب الجزائري، يعني أنه ليس ملكا وليس مرشدا أعلى، وليس حاكما مستبدا يمارس الشطط في الصلاحيات التي منحها له الشعب ليعامله بكثير من الكراهية والاحتقار.
الرئيس حسب بن بختي هو أيضا شخص لا يرى أنه مكلف من قبل الإله مع أنه ابن ثورة مجهضة، تحولت إلى حلبة للصراع وتصفية الحسابات ونهب البلاد وجرها إلى مرحلة الشك.
هو أيضا ليس عرابا لعشيرة قد يقتل عندما تصبح مهددة، وهو أيضا ليس الغائب الأكبر عن المشهد رغم ما يحاول أن يروج للشعب، الذي يتم التعامل معه على أنه قاصر، أن رئيسه يشتغل.
هذه الحالة تزيد الشكوك، كما يقول بن بختي، حول مدى قدرة الشخص الأول البلاد على إدارة شؤون الحكم. بيد أنها تتوافق تماما ومصالح محيط الرئيس الذي يتصرف حسب ما تقتضيه مصالحه، بينما الرئيس عاجز عن مراقبة مقربيه أو معاقبتهم، لأنهم بكل بساطة هم من يدفعون كرسيه المتحرك.
رئيس الجمهورية هو أيضا قائد القوات المسلحة ومن يفاوض ويبرم الاتفاقيات والساهر على حماية النص الدستوري ومن يضمن اشتغال المؤسسات العمومية واستمرارية الدولية. إنه الضامن للسيادة الوطنية والوحدة الترابية ولاستقلالية القضاء.
وبالتالي، إذا لم يكن الرئيس قادرا على أداء هذه المهام، فآنذاك يصبح “مجرد دمية تحركها أياد خفية”، يقول عمر بن بختي، مضيفا أن “الجزائر لا تحكمها مؤسسات بل أمزجة، بينما النظام السياسي في حالة شلل”، بينما تجد البلاد نفسها أمام طبقة حاكمة تسير رئيسا مريضا وبلادا مريضة بطريقة مثير للشفقة.