ثمة جزئية صغيرة لم يتوقف عنها الباحثون والمحللون وهم يضعون نتائج تشريعيات 7 أكتوبر تحت مجهر النقد والتقييم والتحليل، وهي تلك النقطة المتعلقة بسقوط التيار السلفي في الانتخابات، وعدم وصول أي واحد من رموزها إلى مجلس النواب.
وإذا كانت الطريق لم تكن سالكة نحو الترشح أصلا بالنسبة لحماد القباج، تحت لواء “حزب العدالة والتنمية”، بسبب اعتراض السلطات المحلية عليه،في مراكش، اعتبارا لما قيل عن “مناهضته للديمقراطية”، و”إشاعة أفكار تحرض على التمييز والكراهية والتفرقة والعنف”، فإن هناك من خاض التجربة عمليا، من التيار السلفي، وحظي بالتزكية والمساندة من طرف بعض الأحزاب، دون أن يحقق أي نتيجة، مكتفيا ب”شرف المشاركة” فقط!
ولعل أقرب نموذج على ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، هو محمد عبد الوهاب رفيقي، المشهور بلقب أبي حفص، والذي غادر حزبه الأصلي “النهضة والفضيلة”، بعد أن كان عضوا نشيطا في أمانته العامة، ليلتحق بحزب الاستقلال، ويترشح كوصيف لوكيل لائحة حميد شباط، الأمين العام لحزب “الميزان” في فاس، العاصمة العلمية للمملكة المغربية.
فهذا الرجل الذي يحسب له أنه قام بمراجعة فكرية، وأبان عن تعاطيه مع قضايا مجتمعه بكيفية تختلف عن بعض رفاقه من تيار السلفية، بنوع من الانفتاح، وتجلى ذلك بالخصوص في كتاباته الأخيرة، لم يستطع أن ينال الأصوات التي تؤهله للفوز في المحطة الانتخابية الأخيرة.
ورغم أنه تقبل النتيجة بروح رياضية، كما يبدو من خلال تصريحاته في آخر خرجة إعلامية له، فإن هذا المعطى المتعلق بعدم وجود أي صدى لتيار السلفية في الشارع السياسي على مستوى الانتخابات، يطرح على الباحثين أكثر من علامة استفهام، بخصوص المستقبل.
وفي انتظار ذلك، فإن لعبد الوهاب رفيقي وجهة نظر في المسألة، لعلها الأنسب للتعبير عن واقع الحال، انطلاقا من تجربته الشخصية، فهو يرى في حديث أدلى به لأسبوعية ” الأيام”، في عددها الأخير، أن التيار السلفي ليس تنظيما ولا جماعة، وليست له هياكل تنظيمية، وليس له حتى مشترك فكري موحد.
واستنادا لنفس المتحدث، وكأنه يقول بصريح العبارة”لاتنتظروا أي شيء منا”، فإن التيار السلفي في نظره، هو إسم إعلامي أكثر منه ما هو واقع على الأرض، والذين خاضوا الانتخابات، من بين السلفيين، وهو واحد منهم، اعتمدوا على مالديهم من رصيد وسط الناس، وتأسيسا على ذلك جاءت دعوته إلى الباحثين والمتابعين والإعلاميين كي يتخلصوا من الحديث عن تيار سلفي، وعن شيوخ او رموز له، لأن هذا حديث إعلامي أكثر منه حديث واقعي، حسب تعبيره.
للمزيد من التفاصيل: أبو حفص لمشاهد24: مغرب محمد السادس قطع مع الانتهاكات وسقف الحرية ارتفع