الرئيسية / المغرب الكبير / الجزائر: زعيم “الأفالان” الجديد “يبشر” بولاية خامسة لبوتفليقة
الأفالان
جمال ولد عباس (وسط) عند انتخابه أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني

الجزائر: زعيم “الأفالان” الجديد “يبشر” بولاية خامسة لبوتفليقة

ما كاد جمال ولد عباس يخلف عمار سعداني على رأس حزب “جبهة التحرير الوطني” (الأفالان) في الجزائر، حتى بدأ بالتبشير بولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في ما يعتبره الكثير من الجزائريين تحديا سافرا للمنطق وللرأي العام ولصورة الجزائر في الخارج.

زعيم “الأفالان” الجديد اعتمد على صفته كطبيب ليقرر بأن تحسن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة يفتح أمامه أبواب “العهدة الخامسة”.

مثل هذه التصريحات، التي دعمتها تصريحات مماثلة لرئيس حزب “الحركة الشعبية الجزائرية” ووزير التجارة السابق، عمارة بن يونس، والتي قال فيها إن حزبه سيدعم الرئيس في حال تقدم لولاية جديدة في 2019 لم تمر دون أن تثير المخاوف بخصوص نية محيط الرئاسة في المضي في هذا التوجه، في الوقت الذي كان فيه الحديث يدور حول سيناريوهات خلافة بوتفليقة.

موقع TSA اعتبر أن الجزائيين رأوا بأم أعينهم في سنة 2014 (حينما تقدم بوتفليقة لولاية رابعة) كيف أن “صحة الرئيس لم تشكل عائقا أمام طموحاتها الرئاسية”، وبالتالي فإن ولد عباس لم يقم سوى “بتأكيد ما يعرفه الجميع”.

بيد أنه إذا تم النظر إلى الموضوع من زاوية ثانية، يبدو أن حديث زعيم “الأفالان” عن “عهدة خامسة” في الوقت الذي ما يزال فيه الرئيس في مستهل الشطر الثاني من ولايته الحالية، يثير التساؤلات.

من بين التفسيرات التي قدمها الموقع الجزائري هو أن تحرك جمال ولد عباس منفرد ولا يرتبط بتلقيه لتعليمات معينة بقدر ما هي تعبيره عن ولائه للرئيس، وبالتالي يمكن اعتباره “لا حدث” وعدم الالتفات إليه.

ويتابع الموقع الناطق بالفرنسية بالقول إن إعلان ترشيح عبد العزيز بوتفليقة منذ الآن يغلق اللعبة السياسية داخل دوائر السلطة العليا، بيد أنه يدفع للاعتقاد بأن محيط الرئيس ليس له نفس الثقة مقارنة بسنة 2014 حيث ترك الرئيس التشويق إلى آخر لحظة.

الموقع قرأ في خرجات الرئيس وما يروجه وزراءه حول كونه في صحة جيدة، بالإضافات إلى تصريحات جمال ولد عباس، بأنها ربما محاولة لثني الراغبين للتقدم للترشح لرئاسة الجمهورية.
قراءة أخرى تقول بأن محيط بوتفليقة يريد أن يفرض مرشحه، الذين لن يكون بالضرورة الرئيس، وبالتالي فهو يريد التحضير للمسألة بعيدا عن الضغوطات.

وفي حين يرى الموقع الجزائري بأن المضي في اتجاه ولاية خامسة سيكون صعبا على النظام تبريره، كما أنه يتعارض مع الهدف المعلن للرئيس من خلال التعديلات الدستورية التي حصرت المدد الرئاسية في ولايتين، أثبتت التجربة على ما يبدو أن النظام، أو الجزء الداعم لبوتفليقة من داخل والذي ترتبطه مصالحه بالرئيس، لم يعدم التبريرات ولم يتوانى في لي عنق المنطق وهو يشرعن لتقدم بوتفليقة للانتخابات الرئاسية على كرسي متحرك.

ويبقى التساؤل حول تبعات هذا السيناريو على الجزائر، خاصة في ظل الظرفية الاقتصادية الحساسة التي تعيشها، ما يجعل البلاد غارقة في أزمة والرئيس غائب أو عاجز عن تدبير شؤون البلاد، في حين أن من يديرون خيوط اللعبة من وراء ستار لا يمكن محاسبتهم من قبل الشعب.

للمزيد: هل تتوفر الجزائر على رئيس حقا ؟