مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير
حذر البنك الدولي من أن ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي بسبب الصراع المسلح الدائر في البلاد، والذي أضر بإنتاج النفط، المورد الاقتصادي الأساسي لليبيا.
وذكر تقرير للمؤسسة الدولية أن إنتاج النفط تراجع بحيث وصل إلى فقط خمس ما يمكن أن تنتجه ليبيا، ما تسبب في تراجع العائدات ووصول العجز الضريبي والمالي إلى مستويات قياسية، بالإضافة إلى تراجع قيمة الدينار الليبي وارتفاع نسب التضخم.
وأوضح التقرير أن ليبيا تضررت من جراء تراجع الإنتاج النفطي المصحوب أصلا بانهيار أسعار النفط، ما جعل احتياطي البلاد يتقلص من 107.6 مليار دولار في 2013 إلى 43 مليار دولار بنهاية هذه السنة حسب التوقعات.
وأضاف التقرير أنه خلال النصف الأول من السنة الجاري، وصل إنتاج النفط إلى معدل 335 ألف برميل يوميا، أي بتراجع 20 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، في حين كانت حجم الإنتاج يصل قبل انتفاضة 2011 إلى 1.6 مليون برميل يوميا.
وتسبب ذلك في انكماش الاقتصاد الليبي بنسبة 8.3 بالمئة ما جعل ليبيا في حالة تراجع مستمر حيث أن الإنتاج المحلي الإجمالي للفرد تراجع بحوالي الثلثين مقارنة بفترة ما قبل الثورة.
أما عائدات الدولة خلال السبعة أشهر الأولى من 2016 فقد وصلت 3.2 مليار دينار فقط، وهو ما يشكل عشر ما تم تحصيله العام الماضي، في حين تراجع الدينار الليبي بنسبة 73 بالمئة مقابل الدولار في السوق السوداء.
على صعيد مماثل ارتفعت نسبة الدين الداخلي حيث وصل إلى نسبة 110 بالمئة خلال السنة الجارية في الوقت الذي كانت فيه البنك المركزي مقرضا قبل الثورة.
من جانب آخر تسبب تواصل نقص المواد الغذائية في ارتفاع أسعارها بنسبة 31 بالمئة في النصف الأول من 2016، في حين يتوقع أن تصل نسبة التضخم إلى 20 بالمئة هذه السنة.
وجود ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي يوازيه استمرار الأزمة السياسية في ظل الصراع القائم بين الحكومات التي تتنازع الشرعية في البلاد، ما يحول دون إقامة سلطة مركزية قادرة على الالتفات إلى الأزمات المتعددة التي تواجهها ليبيا ما بعد القذافي.
