الرئيسية / إضاءات / أي زلزال ضرب الحركة الشعبية قبل أيام من الانتخابات ؟
الحركة الشعبية

أي زلزال ضرب الحركة الشعبية قبل أيام من الانتخابات ؟

أيام معدودة تفصلنا عن الاستحقاقات التشريعية التي تتجند لها الأحزاب بكل الوسائل وعلى مختلف المستويات، وتحرص أيما حرص ألا تقع في فخ يجعل شعبيتها على المحك، ويفقدها أصواتا تمكنها من ضمان مقعدها ضمن الحكومة القادمة.

وكلما اقترب الموعد، كلما صارت بيوت الأحزاب من زجاج، فتكشف التصدعات وتطفو الخلافات إلى السطح، وهذا ما حصل بالضبط مع حزب الحركة الشعبية الذي يعيش حاليا زلزالا لا أحد يعلم ما ستحدث قوته من خسائر في بيت السنبلة.

الحركة الشعبية التي شاركت في تدبير الشأن العام ضمن حكومة بن كيران، شهدت عددا من الهزات السياسية، أحرجتها أكثر من مرة خلال السنوات الخمس الماضية، مثل ”الكراطة” و”الشكلاطة” و”نفايات إيطاليا”، لكن قيادييها وعلى رأسهم أمينها العام امحند لعنصر، كانوا يؤكدون كلما أتيحت لهم الفرصة أن الحزب في ”صحة جيدة” رغم كل ما خلقته الحركة التصحيحية بقيادة أوزين أحرضان من مشاكل، وأن كل الأعضاء على قلب رجل واحد. فماذا حصل حتى خرج أحد أبنائه عن طوعه وقرر مغادرته بشكل نهائي ؟

lahcen

وفق ما أكدته مصادر ”مشاهد24”، فإن لحسن حداد وزير السياحة في الحكومة الحالية، استقال بشكل رسمي من حزب الحركة الشعبية، وعن طريق القضاء، أبلغ ”قائد السنبلة” قراره بالانسحاب.

ولم يقف الأمر عند ذلك، بل إن الأسباب التي ربط بها حداد استقالته، تطرح بدورها أكثر من سؤال، حيث تحدث عن تعرضه ل”ضغوطات” و”مضايقات” و”هجمات”، آخرها منعه من الحصول على تزكية الحزب لاستحقاقات السابع أكتوبر.

وأضاف قائلا في رسالته الموجهة لمحند لعنصر ”لقد أخللتم بالتزاماتكم ووعودكم عندما طلبتم مني التنازل عن الترشح في الانتخابات الجهوية مقابل أن تدافعو عن ترشيحي للانتخابات البرلمانية”.

كلمات حداد الذي كشفت مصادرنا أنه سيلتحق بحزب الاستقلال ويمثله بمدينة خريبكة في الانتخابات التشريعية، تعد بمثابة مفاتيح لباب طالما حاول أعضاء الحركة الشعبية إبقاءه مقفلا، وهو تدخل وجوه غير لعنصر في مصير الحزب، وتقسيمها للرقعة وفق منطقها.

وأبرز هذه الوجوه حليمة العسالي المرأة الحديدية كما توصف، حيث يرى المتتبعون للشأن الحزبي أن صوتها المسموع بقوة داخل الحزب، يزعج العديد من الحركيين الذين يعد لحسن حداد أول من كشف عن هويته منهم.

حداد اتخذ القرار وغادر سفينة حزب الحركة الشعبية، لكن وضع هذا الأخير صار مرتبكا، وأمام صمت قيادييه، يتضح أنه يتخبط بين أمواج عاتية قد يظل بسببها طريقه نحو بر الاستحقاق التشريعي.

elections-maroc-machahid24