يعيش النظام العسكري الجزائري حالة توجس، إثر فوز حزب التجمع الوطني، وهو الحزب اليميني المتطرف الفرنسي بزعامة مارين لوبان وجوردان بارديلا، بالمركز الأول في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية.
ويتخوف جنرالات قصر المرادية من تعيين رئيس وزراء فرنسي من حزب التجمع الوطني، ما يهدد بإلغاء الزيارة التي يلهث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وراء القيام بها إلى فرنسا، حيث ستصبح في طي النسيان، لأن اليمين المتطرف بالكاد يشارك أجندة إيمانويل ماكرون الاستثمارية في الجزائر.
وقد أوضح موقع “مغرب انتلجنس” الفرنسي أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يسعى للقيام بزيارة الدولة إلى فرنسا اعتبارا من أكتوبر المقبل، غير أن تحديد الموعد الذي يحلم به، يوم 17 أكتوبر، يخضع لمفاوضات مكثفة بين وزارتي الخارجية الجزائرية والفرنسية.
وشدد المصدر ذاته على أن هذا “المشروع الدبلوماسي ذو الأهمية الكبيرة” للنظام العسكري الجزائري مهدد ويمكن أن يتم إلغاؤه بسبب الصعود المحتمل إلى السلطة في فرنسا لحزب التجمع الوطني، وهو التيار اليميني المتطرف الأكثر عدائية لمصالح جنرالات قصر المرادية.
ويشار إلى أنه تُثار في الجزائر مخاوف من صعود اليمين المتطرف بفرنسا، وسط حديث عن تغييرات محتملة في مستقبل العلاقات بين البلدين، وتعتبر اتفاقية الهجرة الموقعة بين البلدين في 27 دجنبر 1968، أولى القلاع التي يخشى النظام العسكري سقوطها على يد حزب بارديلا الذي وعد بمراجعتها، كما سيكون مستقبل ملف الذاكرة، الذي تتولاه لجنة مشتركة من كبار المؤرخين، غامضا على ضوء هذه التطورات.