يهرول النظام العسكري الجزائري بحثا عن حلول لأزمة العطش التي يعاني منها سكان ولاية تيارت لتجنب أي انفلات أمني، خاصة بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين الشرطة الجزائرية ومواطنين، بسبب انقطاع المياه الصالحة للشرب منذ أشهر، ما أجبر السكان على الوقوف من جديد في طوابير طويلة للحصول على الماء.
وقمعت قوات الأمن الجزائرية احتجاجات عارمة تندد باستفحال “أزمة العطش” وغياب التنمية، في وقت تتنامى فيه الاحتجاجات الناقمة على الوضع، والتي تطالب النظام العسكري بتحمل مسؤولياته في توفير المياه الصالحة للشرب والاستجابة لمطالب المواطنين.
ويحذر خبراء في المجال من تكرار سيناريو أزمة المياه بولاية تيارت في ولايات أخرى، ولتجنب ذلك دعا مختصون إلى تأسيس خلية الأمن المائي، قصد تشكيل خارطة مائية دقيقة جدا، وإحصاء معدل الاستهلاك ومقارنة الوفرة بالطلب.
وحذر بعضهم من الإفراط في تحلية مياه البحر، مشددين على أن ذلك سيؤدي إلى زيادة تركيز الملوحة في البحر الأبيض المتوسط، بما أن مياهه لا تتجدد بالشكل السريع عكس المحيطات، أما الأملاح المتراكمة فوق اليابسة فقد تؤثر على المياه الجوفية، وتزيد من ملوحتها.
وتأتي أعمال الشغب في الوقت الذي من المتوقع أن يتنافس فيه مرشح النظام العسكري عبد المجيد تبون على فترة ولاية ثانية رئيسا للدولة التي تجني أموالا طائلة من موارد النفط والغاز.