لم يستفق جنرالات النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية بعد من آثار الصفعة القوية التي وجهتها لهم إسبانيا، خلال الزيارة التي قام بها رئيس حكومة مدريد بيدرو سانشيز، الأربعاء الماضي إلى الرباط، حتى تلقوا صفعة جديدة وهذه المرة من فرنسا، ما عمق من جراحهم التي لم تلتئم بعد، وزاد من عزلتهم.
وزاد صراخ وعويل الطغمة العسكرية، بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، أمس الأربعاء إلى الرباط، وجدد خلالها دعم باريس “الواضح والمستمر” لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لحل النزاع الإ‘قليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
وشرح الوزير الفرنسي موقف باريس من الملف بقوله “أن نحرز تقدما يعني أن هناك تطورا اجتماعيا في الأقاليم الجنوبية، والمغرب قام بحركة تنموية مهمة في العديد من المناطق، ما يعني أن باريس ستدعم جهوده في تنمية الأقاليم الجنوبية، وهذا هو موقف باريس الحالي من النزاع”.
وتابع سيجورني “اختيار المغرب كأول زيارة لي إلى المنطقة جاء باعتبار وجود رابط استثنائي، والرئيس ماكرون يريد أن يبقى هذا الرابط”.
ما أزعج النظام العسكري الجزائري هو أن هذه الزيارة تؤشر على أن باريس بدأت تعيد النظر في سياستها الخارجية ذات الصلة بالقضايا الحيوية للمغرب، لأن من بين أهم أسباب استمرار الأزمة مع المغرب كان هو غياب موقف واضح من قضية الوحدة الترابية للمملكة.
ويرى مراقبون أن تأكيد سيجورني على موقف بلاده الداعم للمقترح المغربي للحكم الذاتي على حساب الأطروحة الانفصالية لجبهة “البوليساريو” المدعومة من جنرالات قصر المرادية، سيعيد علاقة الرباط مع باريس إلى المربع الأول.، وهو ما يضع علاقات بفرنسا بالجزائر على المحك.