قرر المفوض السامي لحقوق الإنسان عدم إدراج الوضع في الصحراء ضمن تقريره الذي قدمه بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في جنيف، وهو الموقف الذي اعتبره المراقبون بأنه يشكل نسفا للمؤامرات والدسائس التي تنسجها الجزائر في الخفاء، في معاكسة منها لوحدة المغرب الترابية.
وفي التفاصيل، أن المفوض السامي السيد زيد رعد الحسين، بدل التركيز على الوضع في الصحراء، فضل أمس الجمعة، التطرق في تقريره الدوري إلى النزاعات وخروقات حقوق الإنسان كالوضع في سوريا، واليمن وفي بعض البلدان الإفريقية.
للمزيد:الجزائر تقود مشروع فتنة في شمال افريقيا
وجريا على عادته، أبدى السفير الجزائري بجنيف، غضبه وخيبة أمله خلال النقاش الذي تلا تقديم التقرير من قبل المسؤول الأممي، داعيا إلى ” الاهتمام بشكل خاص ” بما وصفه ب” انتهاكات حقوق الساكنة في الصحراء”ن حسب زعمه.
وفي ممارسته لحق الرد، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب بجنيف السيد محمد أوجار على أن المغرب ” لا يأخذ دروسا من أحد ” في مجال حقوق الإنسان، مشددا على أن الإنجازات والمكتسبات التي راكمتها المملكة في الأقاليم الجنوبية خير دليل على ذلك.
وأبرز أن” احترام الحقوق والحريات يظل خيارا استراتيجيا بالنسبة للمغرب في مجموع ترابه الوطني، بما في ذلك الصحراء المغربية ” رافضا أن يتم استدراجه في “جدال عقيم ” لا يليق بمجلس حقوق الإنسان.
وقال المتحدث ذاته، إنه ” إذا كانت هناك انتهاكات، فإنها توجد في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري حيث يتم حرمان الساكنة من حقوقهم الأساسية منذ 40 سنة “.
وأكد على أن المغرب لا يمكنه أن يتلقى دروسا من بلد معروف بغلق حدوده منذ سنوات عديدة أمام آليات ومقرري الأمم المتحدة، والمنظمات الغير حكومية التي تنشط في مجال حقوق الإنسان.
إقرأ أيضا:المغرب وقضية الصحراء
وأثار الدبلوماسي المغربي في نفس الوقت انتباه مجلس حقوق الإنسان حول الظروف اللاإنسانية التي يعيشها سكان مخيمات تندوف، والتي أصبحت إحدى المناطق الأكثر خطورة في العالم، في مناخ من الإفلات الكامل من العقاب.
وخلال هذا النقاش الذي جرى في جلسة علنية، أمس الجمعة، أعرب زيد الحسين ” عن انشغاله الشديد ” بحالة الإحباط التي يعيشها الشباب في مخيمات تندوف والمعرضين لخطر التجنيد من قبل الجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة.
روابط ذات صلة:بوعيدة: مخيمات تندوف تشكل خطرا على الأمن في منطقة شمال افريقيا