ماذا يعني إعلان حالة الطوارئ في تونس؟

جاء إعلان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي اليوم السبت عن حالة الطوارئ لتؤشر على دخول البلاد مرحلة جديدة في مواجهة الخطر الإرهابي، ولتعيد المخاوف بخصوص المسار الذي ستأخذه تونس ما بعد الثورة.
فمباشرة بعد الهجوم الإرهابي على مدينة سوسة قبل أكثر من أسبوع، حذر مراقبون من إمكانية دخول تونس إلى مرحلة جديدة تتميز بتغليب المقاربات الأمنية في مواجهة الإرهاب والتطرف، وهو ما يعني إمكانية عودة الممارسات السابقة التي تميز بها عهد نظام بن علي، وبالتالي حدوث نكوص في المكتسبات التي حققتها تونس على مستوى الحقوق والحريات التي دشنها الربيع العربي.
حالة الطوارئ هو إجراء تلجأ إليه الدول في حالة وجود أخطار وتهديدات تحدق بأمنها القومي، بيد أن ذلك قد يعني السماح بالتضييق على الحريات الفردية للمواطنين وحرية الصحافة.
هذا الوضع قد لا يجد تجاوبا لدى بعض الأوساط داخل المجتمع التونسي التي ترى أنه ينبغي تحصين مكاسب الثورة في وجه أي تجاوزات قد تعيد تونس إلى الوراء.
فالإجراءات التي تحملها حالة الطوارئ، سواء تعلق الأمر بحظر التجول أو منع التظاهر أو تحديد مدد إقامة الأشخاص ومصادرة الأملاك، أو فرض الإقامة الجبرية على بعض الأفراد وتفتيش المنازل وغيرها، قد تصيب بعد التونسيين بالذعر وتدفعهم للتخوف حول مصير الانتقال الديمقراطي في البلاد.
في خطابه الموجه إلى الشعب، أكد الباجي قايد السبسي أن تونس تعيش ظرفا خاصا وبالتالي كان من الضروري اللجوء إلى إجراءات استثنائية.
السبسي حذر من أن وقوع هجمات مماثلة كالتي شهدتها تونس في سوسة، وقبلها في العاصمة حين استهدف متحف باردو، قد يعني انهيار الدولة.
رئيس الجمهورية صارح الشعب بكون تأمين الحدود مع ليبيا، والتي تعد مصدرا للخطر الإرهابي الذي يتهدد تونس حيث يتلقى عدد من المتطرفين التونسيين تدريباتهم داخل الترابي الليبي قبل العودة إلى بلادهم لتنفيذ عمليات أو يفر عبرها عدد من المتشددين، يستلزم موارد كبيرة ليست في متناول الدولة.
فهل تستطيع تونس العبور من هاته المرحلة الحرجة بسلام ومن دون تقويض مكتسبات الثورة بالرغم من الخطر الإرهابي الذي يتهددها، خصوصا وأن العديدين ما يزالون يرون فيها نقطة الضوء الوحيد في محيط عربي تحول ربيعه إلى خريف قاتم.

اقرأ أيضا

بنطلحة لمشاهد24: المغرب يكسب جولات جديدة في تكريس سيادته على الصحراء وسط تراكم أخطاء الخصوم

في وقت يراكم خصوم الوحدة الترابية للمملكة أخطاء تمس جوهر الشرعية الدولية، من قبيل التعامل مع الحركات الإرهابية والمتاجرة في التهريب والمخدرات، يكسب المغرب محافظا على هدوئه جولات جديدة على مستوى القضبة الوطنية، هكذا رسم محمد بنطلحة الدكالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض في مراكش، صورة واقع ملف الصحراء المغربية في ظل تجدد الدعم الدولي لسيادة المغرب على صحرائه ولمبادرة الحكم الذاتي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *