كتبت صحيفة “العرب” اللندنية في عددها ليوم أمس الجمعة مقالا تشجب فيه ارتفاع حدة العداء لجبهة البوليساريو على المغرب وحلفائه، منذ عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي، وهو الأمر الذي لم تستطع استساغته بعد، ما يجعل الرئيس المزعوم للجبهة، المدعو إبراهيم غالي، يشن هجوما على المغرب وعلى حلفائه، متى أتيحت له مناسبة ذلك.
وقالت “العرب” اللندنية إن جبهة البوليساريو لم تتجاوز بعد صدمة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي دون تطبيق شروطها وشروط الدول الداعمة لها، ما يجعل قيادة البوليسارية تهاجم المملكة المغربية، متهمة إياها بـ “انتهاك” القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وخاصة مبدأ الحدود الموروثة غداة الاستقلال. وكان آخر هذا الهجوم العدائي خلال ما يسمى بـ“الجامعة الصيفية ببومرداس” المنظمة قبل أيام.
وكتبت الصحيفة استنادا على تصريح للخبير المغربي في قضية الصحراء المغربية، نوفل البعمري، إن كلمة المدعو “غالي” خلال هذه التظاهرة، تؤكد انزعاج البوليساريو من انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، خاصة أنها كانت تنتظر إلزام المغرب بتعديل خارطته وحدوده قبل العودة إلى الاتحاد، وهو ما يفسر تنديدها بقبول عودته بحدوده التي تدخل ضمنها الصحراء، وتجيب على كل من اعتبر أن هذه العودة اعتراف بـ “الجمهورية الصحراوية”.
واعتبرت الصحيفة أن طلب البوليساريو بـ “استئناف مسار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية”ّ، هو “طلب لا معنى له في ظل إقرار الأمم المتحدة بالطبيعة الإقليمية للنزاع المفتعل حول الصحراء، وفي ظل عدم استقلالية الجبهة، وتبعيتها المطلقة للنظام الجزائري، وعدم قدرتها على اتخاذ القرار بشكل مستقل”، وبالتالي، فإنه “إذا كان هناك من حوار فيجب أن يكون بين المغرب والطرف الرئيسي الذي هو الجزائر، سواء كان مباشرا أو غير مباشر تحت إشراف الأمم المتحدة”.
ولم يتوان رئيس بوليساريو عن التذكير بمسؤولية الدولة الإسبانية التي قال إنها ستبقى قائمة ما لم ينته النزاع بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال.
واعتبرت الصحيفة على لسان الخبير بوعمري هجوم إبراهيم غالي على حلفاء المغرب الدوليين خاصة منهم فرنسا، التي نالت نصيبها من الاتهامات، يعكس الدور الذي لعبته فرنسا داخل الأمم المتحدة، وحالة خوف من حلفاء المغرب خاصة الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن ومواقفهم المساندة للمغرب و لأطروحة الحكم الذاتي.
وتابعت الصحيفة اللندنية أن متتبعون للشأن المغاربي أكدوا أن البوليساريو وقيادتها ما زالوا يعيشون وهم الدولة باعتقادهم أنها “دولة مستقلة وأنها حقيقة وطنية وجهوية ودولية لا رجعة فيها”.
ولم يفت الصحيفة التذكير بأن كلمة الرئيس المزعوم خلال جامعة بومدراس “تحتوي على كم هائل من التمجيد للجزائر حيث شملت ست فقرات، أربعا منها خصصت لشكر النظام الجزائري والتأكيد على عنصر الطاعة والولاء لنظامها وعسكرها”، في الوقت الذي تفيد معطيات أن الجامعة الصيفية لبومرداس نظمت بدعم مالي من سونطراك، الشركة الجزائرية، التي تعيش حالة إفلاس بسبب نهب أموالها “التي بدل أن تنفقها على الشعب الجزائري، تصرفها من أجل تمويل أنشطة عدائية تجاه المغرب”، تقول الصحيفة.