خلق ظهور رئيس المخابرات العسكرية الجزائرية، عثمان طرطاق الحدث داخل البلاد، حيث كانت المرة الأولى التييخرج فيها الرجل للعلن في نشاط رسمي، ويسمح لعدسات وسائل الإعلام بالتقاط صوره، بعدما كان الأمر شبه مستحيل خلال فترة رئاسة الجنرال محمد مدين الملقب بالجنرال “توفيق” أو “الأسطورة”.
وتداولت وسائل الإعلام المحلية، صورة اللواء طرطاق، الذي حضر اجتماعا لقادة الشرطة الأفارقة أمس الأحد بالعاصمة الجزائرية، حيث علقت الصحف الجزائرية على الحدث بعدة عبارات من قبيل “نهاية الأسطورة” في إشارة إلى هالة الغموض التي أحاطت بالجنرال توفيق، على مدى ربع قرن من رئاسة المخابرات العسكرية، أو “تحول كبير في تسيير المخابرات” و”طي صفحة قائد المخابرات الشبح”.
ورغم أن الظهور “التاريخي” لرئيس المخابرات العسكرية، لم يتعد ساعة واحدة فقط، إلا أنه خلق الحدث وخطف الأضواء، على اعتبار أن خرجته سابقة من نوعها، أنهت، حسب جريدة الخبر” أسطورة رئيس المخابرات الشبح الذي ظل متواريا عن الأنظار لمدة 25 سنة”.
وفيما انشغلت بعض الصحف في وصف الحدث، ذهبت أخرى إلى حد تحليل ظهور الرجل الأول في المخابرات العسكرية، حيث تساءل موقع “كل شيء عن الجزائر” ما إذا كان الظهور الأول لطرطاق إشارة على تحول استراتيجية المخابرات بعد رحيل رئيسها السابق.
وفي تصريحه لوكالة الأناضول التركية، أشار محمد سالم، رئيس القسم السياسي بجريدة الشروق الجزائرية أن خروج طرطاق للعلن، قد يدل على تغير استراتيجية عمل هذا الجهاز الحساس، والذي حسب رأيه، عاش تحت غموض قائده السابق محمد مدين.
وأضاف سالم أنه وعلى غرار باقي الدول، يعد قائد المخابرات شخصية عامة، يمارس عمله كباقي المسؤولين، إلا أن الجزائر، وربما بسبب الأزمة التي عرفتها خلال تسعينيات القرن المنصرم، فرضت هذا النوع من الغموض الذي لف المخابرات على مدى 25 سنة.
هذا وجاء تعيين اللواء عثمان طرطاق على رأس جهاز المخابرات العسكرية محل محمد مدين، خلال موجة التعديلات الشاملة التي عرفتها المؤسسة العسكرية والأمنية قبل أشهر، ما دفع البعض إلى التساؤل بخصوص إقالة مدين، الذي عرف، وعلى مدى سنوات، بكونه “صانع الرؤساء” في إشارة إلى نفوذه داخل البلاد.
إقر أ أيضا:بلعباس: المؤسسة العسكرية بالجزائر تعيش خللا حقيقيا