الجزائر تحيل عدة مشاريع للثلاجة بسبب الأزمة الاقتصادية

رغم محاولة الحكومة الجزائرية التقليل من حجم الضرر التي ستتكبده البلاد نتيجة انهيار أسعار النفط، إلا أن جل المؤشرات الاقتصادية لم تعد تدعو للتفاؤل، الأمر الذي دفع وزير المالية عبد الرحمن بن خالفة للخروج عن صمته، ليؤكد تجميد عدد من المشاريع لحين عودة “البحبوحة المالية” في البلاد.

فبعد أقل من أسبوع على تقديمه لمشروع قانون المالية 2016 الذي يواجه اليوم انتقادات لاذعة داخل الجزائر بسبب إجراءاته “القاسية”، أقر وزير المالية إحالة حكومة عبد المالك سلال عددا من المشاريع لـ “الثلاجة” في ولاية باتنة، وذلك على خلفية الوضعية الاقتصادية المتدهورة التي تعرفها الجزائر بسبب استمرار انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية.

وتشمل المشاريع التي جرى تجميدها مستشفى جامعيا وخطا للسكك الحديدية و”الترامواي”، إضافة إلى الطريق السريع الذي كان من المقرر أن يربط ولايتي “باتنة” و”خنشلة”.

وفي رده على استفسار أحد البرلمانيين أمس الخميس، أشار بن خالفة أن قرار تجميد المشاريع لن يكون حكرا على “باتنة” فحسب، وإنما سيمس العديد من الولايات الجزائرية، موضحا بالقول “وتيرة التنمية مستمرة، لكن نتحفظ ماليا في هذه الفترة لأيام أخرى قد يكون الوضع أكثر خطورة”.

وفي نفس السياق، أكد وزير المالية أن قرار التجميد لن يشمل المشاريع المرتبطة بـالجانب الاجتماعي، والتي تتعلق أساسا بالمدارس والمستشفيات القائمة في المجال الحضري، مضيفا أن الحكومة أخذت بعين الاعتبار درجة الأولوية في تصنيفها للمشاريع المراد تجميدها.

وقال بن خالفة ” لسنا متشائمين، ونتمنى المزيد من الموارد البترولية، لكن يؤسفني أن أقول إن عددا من المشاريع قد جمدت لكن لم تلغ، وقرار التجميد قرار حكومي مشترك بين الوزارة الوصية ووزارة المالية والولاية المعنية. “

هذا وتعرض وزير المالية إلى جملة من الانتقادات بعد تقديم مشروع قانون المالية لسنة 2016، الذي يحمل عدة إجراءات “قاسية”، خاصة تلك المرتبطة برفع الرسوم والضرائب، والتي من شأنها أن تنعكس سلبا على شريحة عريضة من الجزائريين، حسب المعارضة.

إقرأ أيضا:هل تشهد الجزائر انتفاضة الأغلبية المسحوقة

اقرأ أيضا

جبهة القوى الاشتراكية: تعديل الدستور لن يخرج الجزائر من أزمتها

أكد الأمين العام لحزب جبهة القوى الاشتراكية بالجزائر، محمد نبو أن الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد لا تبشر بالخير، واصفا الخطاب الذي تطلقه الحكومة الجزائرية حول التطور والاستقرار الاقتصادي بـ "الأسطورة والوهم".

صندوق النقد

خبير اقتصادي:أزمة الجزائر ستكون أخطر بـ 4 مرات من أزمة اليونان

من الواضح أن الحكومة الجزائرية باتت بين حجري رحى، حيث تواجه ارتفاع الأصوات المنددة بقانون المالية 2016 وإجراءاته القاسية من جهة، وأزمة انهيار أسعار النفط في السوق العالمية من جهة أخرى، خاصة وأن هذه الأخيرة باتت تنذر بمواجهة البلاد أزمة اقتصادية أخطر 4 مرات من أزمة اليونان، حسب بعض الخبراء الاقتصاديين.

خفض الواردات

انهيار أسعار النفط يضع الاقتصاد الجزائري على كف عفريت

يبدو أن الوضعية الاقتصادية الجزائرية تمر من مرحلة حرجة بسبب استمرار انهيار اسعار النفط في الأسواق العالمية، ما يشير إلى دخول البلاد مرحلة جد متأزمة خلال الأشهر القادمة، وتزايد استنزاف أموال الخزينة العمومية رغم الإجراءات البديلة التي جاء بها قانون المالية 2016.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *