بعد تقرير محققي منظمة الأمم المتحدة الصادم حول المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد في حق المعتقلين، نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية مقتطفات من التقرير، حيث كشفت عن أوضاع المحتجزين في السجون السورية الذين يموتون جراء التعذيب.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن ما يناهز 9 ملايين ونصف مدني قرروا النزوح من الأراضي السورية هربا من الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد على مدى أربع سنوات، فيما وقع عشرات الآلاف من الأشخاص أسرى في يد النظام السوري.
وفي نفس السياق، تناولت المجلة التقرير الأممي الصادر مؤخرا، والذي تطرق إلى الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد في حق المعتقلين، حيث أكد المحققون أن هؤلاء يتعرضون لـ “إبادة جماعية” من طرف السلطة، التي تمارس عليهم مختلف أنواع التعذيب.
وجاء التقرير الأممي نتيجة لمئات المقابلات التي أجراها المحققون مع ناجين من السجون السورية، حيث كشفت معطيات التحقيق إلى تعرض هؤلاء للتعذيب أو معايشتهم لحالات تعرضت للتعذيب داخل السجون على يد قوات الأسد.
وإلى ذلك، وصف التقرير الأممي ما يحدث داخل السجون السورية بـ “سياسة إبادة حكومية للمعتقلين” وبـ “جريمة ضد الإنسانية”.
وكانت المنظمة الأممية قد وجهت في وقت سابق جملة من الاتهامات للنظام السوري، حيث أوضحت أن الغارات التي يشنها بتعاون مع القوات الروسية في المدن السورية، يمكن أن ترقى لـ “جريمة حرب” نظرا لتسببها في مقتل المئات من المدنيين.
وفي ذات التقرير، أكد المحققون أن الجرائم التي ترتكب في حق المعتقلين في سوريا ليست حكرا على نظام الأسد، موضحين أن بعض الجماعات المسلحة على رأسها تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، ترتكب جرائم مماثلة.
وأضافت المجلة الأمريكية أنه من بين ضحايا المعتقلات السورية عشرات الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن السبعة أعوام، معللة بمثال طفل يبلغ من العمر 13 سنة جرى اعتقاله في مظاهرة سنة 2011 ببلدة “صدنايا”، والذي تمت إعادته إلى والديه فيما بعد، جثة هامدة مشوهة.
وفي شهادته لمحققي الأمم المتحدة، أكد أحد الناجين أن عناصر من الأمن السوري عمدوا سنة 2014، إلى تعذيب أحد المعتقلين عن طريق الركل في كامل جسده ورأسه حتى تقيأ دما وفارق الحياة، مسترسل بالقول “لقد قمنا بإغماض عينيه ولف جثثه في بطانية للجيش ثم قرأنا آيات من القرآن على روحه سرا”.
وفي شهادة أخرى، قال ناج ثان أن حراس أحد سجون مدينة حمص قاموا بتعذيب رجل مسن بإطفاء سيجارة في عينيه قبل أن يطعنوه بآلة معدنية ملتهبة ويعلقوه من معصميه، مشيرا إلى أن الرجل فارق الحياة بعد ثلاث ساعات من تعذيبه.
وأوضحت المجلة نقلا عن التقرير الأممي أن جل الزنزانات داخل المعتقلات السورية تعرف حالات اكتظاظ خطير، حيث يتناوب السجناء على الجلوس والوقوف، إضافة إلى اضطرار هؤلاء لقضاء حاجاتهم داخل الزنزانات نظرا للقيود المفروضة على الذهاب إلى المراحيض.
هذا وأكد التقرير أن السجناء، إلى جانب التعذيب من طرف النظام السوري، يعانون من حالات الجرب والقمل في الزنزانات إضافة إلى نقص التغذية، ما يزيد من انتشار الأمراض بينهم ويعجل بوفاتهم.
إقرأ أيضا:محققو الأمم المتحدة: نظام الأسد يرتكب إبادة جماعية في حق المعتقلين