لا أحد يعرف بالضبط ماذا يجري في الدائرة الانتخابية التي ترشح فيها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، وذلك في ظل ما وصفه حليفه في الحكومة، حزب التقدم والاشتراكية، ب”الملابسات المرتبطة بإيداع لائحة “الكتاب” للدائرة الانتخابية المحلية سلا المدينة.
وفي التفاصيل، كما رواها “رفاق” نبيل بنعبد الله، الأمين العام ل”التقدم والاشتراكية”، أن المكتب المحلي لنفس الحزب، قام بإيداع لائحة الترشيح الخاصة بهذه الدائرة الانتخالية المحلية، وتسلم بشأنها وصلا مؤقتا في حينه.
وضمت اللائحة كلا من محمد عواد النائب الأول لرئيس جهة الرباط سلا القنيطرة وكيلا لها، ومحمد لعلو نائب رئيس مجلس جماعة سلا، والدكتور البشير السدراتي الفاعل الجمعوي، ومحمد الامين الصبيحي عضو المكتب السياسي للحزب، ووزير الثقافة الحالي.
وفي الوقت الذي كان يتوقع فيه الحزب أن تكون هذه اللائحة مؤهلة بقوة للفوز بهذه الدائرة الانتخابية، حسب بلاغ رسمي لنفس الحزب “تم تسجيل العديد من التحركات والضغوطات الرامية للتأثير سلبا على وكيل اللائحة بهدف ثنيه عن الترشيح”.
وحسب نفس المصدر، فإن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل امتد ليشمل “استهداف مجموعة من الفعاليات التي أعلنت دعمها ومساندتها للائحة الكتاب، “قبل أن تفاجأ التنظيمات الإقليمية وكافة مناضلات ومناضلي الحزب وباستغراب كبير بسحب اللائحة من قبل وكيلها بقرار فردي، في الدقائق الأخيرة قبل نهاية فترة إيداع الترشيحات.”
واللافت للانتباه أن المكتب المحلي للحزب المذكور اكتفى بالتساؤل مع الرأي العام عن الأسباب والدوافع الكامنة وراء اتخاذ هذا القرار، وبالتعبير عن الأسف، وتأكيد العزم على “اتخاذ التدابير والإجراءات المناسبة لتتبع الموضوع عن كثب قصد استجلاء كل حيثياته”، و”التصدي بقوة لكل المفسدين وقطع الطريق على سماسرة وتجار الانتخابات الذين يهددون المسار الديمقراطي وبناء مغرب المؤسسات”.
وازاء هذه الملابسات والتساؤلات التي تلف الموضوع، فتح المجال واسعا لمختلف التكهنات والاستنتاجات والتعاليق. وهذا بالضبط، ما قامت به بعض الصحف الصادرة اليوم، التي سلطت الأضواء بالخصوص على هذه الدائرة الانتخابية، التي تسميها “دائرة الموت”، نظرا لحساسيتها وجاذبيتها ومكانتها في الخريطة الانتخابية، وللوزن السياسي للمتنافسين فيها ضد بنكيران، وهم عواد، المنعش العقاري المشهور قبل سحب ترشيحه، ونور الدين الأزرق القيادي التجمعي، وادريس السنتيسي، الوجه الحركي المعروف.
المعني بالأمر، محمد عواد، تحدث عن “وجود أكثر من سبب للانسحاب، وفي المقدمة استقطاب بعض مستشاري الحزب لدعم أحد المرشحين، واستهداف كل المتعاطفين ومحاولة توجيههم لمساندة مرشح معين”، دون ان يحدده بالاسم.
وأضاف في تصريح صحافي ليومية ” الأخبار”، أن من بين العوامل التي دفعته إلى سحب ترشحه “تزامن مراسلات مصلحة الضرائب لإجراء مراجعات ضريبية، همت بعض الشركات المملوكة للعائلة، وهو ما أثار مخاوف فعلية حول هذا التزامن، علما أن توقيت المراجعات أثر على تركيزنا للاستعداد لهذه المحطة الانتخابية”.
ورغم تشبث عواد بروايته حول الأسباب الكامنة وراء سحب ترشيحه، فإن نفس اليومية قالت إنها حصلت على معطيات تكشف الأسباب الحقيقية وراء انسحابه، وتتعلق “بصفقة مشبوهة بين حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية،” وفق تعبيرها، لضمان فوز رئيس الحكومة، علما أن نبيل بنعبد الله، أورد انه مازال يعيش على وقع الصدمة، بعد هذا القرار، خصوصا بعد أن جاء في وقت متأخر، لم يترك له الفرصة، من أجل استدراك الموقف، وتعويض وكيل اللائحة باسم آخر!
للمزيد من التفاصيل: في خضم الحملة.. حزب بنعبد الله يكشف تفاصيل ضغوط تعرض لها مرشحه