في عنوان مثير، طرحت صحيفة “نيويورك تايمز” في افتتاحيتها سؤالا فريدا من نوعه حين قالت “كيف تستطيع أمريكا التعافي من دونالد ترامب ؟
التعافي من دونالد ترامب حسب الجريدة المرموقة، يهم مرحلة انتهاء السباق الانتخابي. فرغم كون استطلاعات الرأي قد تكون على حق في تأكيد التوقعات التي تقول بأن الرجل متجه نحو الخسارة، إلا أن ذلك سيحل فقط مشكلة آنية.
المشكل الأكبر بالنسبة إلى “نيويورك تايمز” هو خطاب الكراهية والبارانويا” (جنون الارتياب) الذي استهوى ملايين الناخبين، والذي سيظل حينما ينسحب “المرسل” من المشهد، ما يعني أن الآثار “المسمومة” لهذا الخطاب “سينبغي معالجتها”.
من جانب آخر اعتبرت الصحيفة أن الضرر قد تم إلحاقه أصلا بالولايات المتحدة بسبب خطاب ترامب. قضية الهجرة، وهو الموضوع الذي شكل عادة فخرا بالنسبة للولايات المتحدة، إلا أن النقاش الحالي حوله يظهر أيضا أسوأ ما في البلاد.
هذا ما يظهر من خلال الحلول غير العملية التي طرحها ترامب، من خلال بناء جدار وطرد 11 مليون شخص خارج البلاد. اليوم يتحدث ترامب، تضيف الجريدة، عن منع دخول مهاجرين من غالبية دول العالم وإخضاع القلة القليلة التي يسمح لها بالدخول لاختبارات دينية وأيديولوجية، وهو ما قرأت فيها الصحيفة عودة لمرحلة المكارثية.
معالجة مشكلة الهجرة مستقبلا سيعني مواجهة مثل هذه الأفكار والعواطف المشحونة التي بثها دونالد ترامب وحملها إلى العلن.
خلال مؤتمر الحزب الجمهوري، تعاقب المتحدثون، تضيف “نيويورك تايمز”، ليصورا الأجانب على أنهم يعبرون الحدود لأجل السرقة والاغتصاب والقتل. فلا غرابة أن يشعر المتعصبون ومناصرو تفوق العرق الأبيض بالجرأة للتعبير عن آرائهم.
مناصرو دونالد ترامب، تقول “نيويورك تايمز”، تلقوا وعودا بأن يصير له بلد تقفل حدوده للأبد في وجه من لم يولدوا فيه، في الوقت الذي وعدوا فيه أيضا بأن يصير لهم جدار وبلد يتكلم يصير فيه الجميع أغنياء ويتكلمون اللغة الإنجليزية فقط. لكن ماذا سيحصل حينما يعون أن ما من شيء من هذا هو حقيقي، تتساءل الجريدة؟
الرهان الأكبر للقادة السياسيين، تقول “نيويورك تايمز” في اختتام افتتاحيتها، هو أن يقوموا بالترويج لخطاب يفرق بين عدم الرضا الذي يشعر به عدد من الأمريكيين بسبب الوضع الاقتصادي، والتعصب والبارانويا اللذان يعتبران من أهم عناصر ظاهرة دونالد ترامب.