الرئيسية / المغرب الكبير / الجزائر في 2017..أزمة متعددة الجوانب تعيد شبح الربيع العربي
الجزائر في 2017
جانب من احتجاجات ولاية بجاية الجزائرية

الجزائر في 2017..أزمة متعددة الجوانب تعيد شبح الربيع العربي

الجزائر في 2017 تبدو كبلد في مفترق طرق، يؤرق مواطنيه سؤال المستقبل بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، والتي ترخي بظلالها على القدرة الشرائية للمستهلك.

النظام الحاكم ليس أقل انشغالا، وإن كان همه الأساسي هو ضمان استمراريته كما يؤكدون المراقبون الجزائريون.

الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تراجع أسعار النفط، والتي تهاوت معها صادرات البلاد من المحروقات بنسبة 40 بالمئة في حين بدأ استنزاف الاحتياطي النقدي الذي راكمته خلال أيام الرخاء النفطي، تقف أمام الحكومة عاجزة عن ابتداع حلول لكيفية تدبير هذه الظرفية الصعبة وتكتفي بخطاب الطمأنة الذي لا يبدو أنه نجح في إقناع الجزائريين بكون بلادهم تتجه إلى الأسوأ.

الحكومة أبانت عن فشلها في الخروج باستراتيجية حقيقية لتنويع اقتصاد البلاد القائم بصورة كبيرة على قطاع المحروقات.

بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تهدد بتفجر الوضع الاجتماعي، خاصة في ظل اندلاع اضطرابات مدينة بجاية مع حلول العام الجديد احتجاجا على قانون المالية 2017 وما حمله من زيادات في الأسعار والضرائب، تعيش الجزائر أزمة سياسيا وصراعا حادا بين أجنحة السلطة.

حزب “طلائع الحريات”، الذي يقوده علي بن فليس، رئيس الحكومة السابق والمرشح السابق ضد عبد العزيز بوتفليقة خلال انتخابات 2014، لطالما انتقد ما يسميه الفراغ الحاصل في السلطة في وجود رئيس عاجز، في حين يحظى مستشاره وشقيقه، السعيد بوتفليقة، بنفوذ كبير من دون أن تكون له مسؤولية دستورية.

من جانبه قال رئيس حزب “حركة مجتمع السلمي” الإسلامي، عبد الرزاق مقري، في كلمة سابقة إن الجزائريين لا يعرفون من يحكمهم، في إشارة إلى ضبابية الصورة في ظل عجز الرئيس وتزايد محيط نفوذه.

هذا المحيط، وباقي أجنحة السلطة، يبدو أنها لم تتفق بعد على مرحلة ما بعد بوتفليقة الذي ما يزال مستمرا في السلطة رغم وضعه الصحي المتدهور جدا.

أحداث بجاية أعادت شبح الربيع العربي ما يجعل أن الجزائر في 2017 مهددة باندلاع اضطرابات اجتماعية في ظل تواصل الاحتقان الاجتماعي.

البلاد تجنبت هذه الاضطرابات في سنة 2010 وسنة 2011 لأن النظام كان ما يزال يستطيع توظيف سياسية الريع للحفاظ على السلم الاجتماعي، وهي الورقة التي يبدو أن يفتقدها حاليا في ظل النزيف المالي الذي تشهده الجزائر.

تقارير المخابرات الجزائرية، كما تقول بعض المصادر الإعلامية، حذرت من وقوع اضطرابات اجتماعية نهاية 2016 بسبب تزايد الغضب الشعبي. فهل تكون الاضطرابات الأخيرة مؤشرا على أن الجزائر تسير فوق حقل ألغام في 2017، وأنه معرضة في أي لحظة لاحتجاجات شعبية عارمة.

للمزيد: الجزائر: لويزة حنون تحذر الحكومة من مغبة استفزاز المواطنين

loading...