التحقت بنما بركب الدول التي قررت تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية الصحراوية” الوهمية، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على النظام العسكري الجزائري.
ونجحت الدبلوماسية المغربية التي يقودها الملك محمد السادس خلال السنوات الأخيرة في تليين وتحييد مواقف مجموعة من الدول، وهو ما يزيد من قوة الموقف التفاوضي للمغرب في النزاع المفتعل حول الصحراء.
وتعليق بنما علاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية الصحراوية” الوهمية، يأتي بعد أسابيع قليلة من إعلان الإكوادور تعليق اعترافها بهذه الجمهورية الوهمية، ما يُعمّق عزلة “البوليساريو” ونظام “الكابرانات”.
وتعليقاً على ذلك، قال الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن الموقف البنمي الجديد، يُشكل انهياراً دبلوماسياً عميقاً ومتواصلا للدبلوماسية الجزائرية القائمة على استعداء المملكة المغربية عبر مساعي لانتهاك سيادته على أقاليمه الجنوبية.
وأضاف الفاتحي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن القرار البنمي يُجسّد نهاية مرحلة لتحالف القوى اللاديموقراطية بالقارة الأمريكية مع خصوم الوحدة الترابية لتشكيل مواقف ظلت داعمة للجمهورية الوهمية للتنظيم الانفصالي لجبهة “البوليساريو” صنيعة الجزائر.
ويرى الخبير في قضايا الساحل والصحراء، أن هذا الاختراق الجديد في أمريكا الوسطى يعد جزءً من استهداف مكثف للدبلوماسية المغربية للدول الناطقة بالإسبانية في سياق توظيف الموقف الإسباني من قضية الصحراء كوسيلة لتحقيق أهداف أخرى لسحب الاعتراف من الجمهورية الوهمية بدول القارة الأمريكية ذات الثقافة واللغة الإسبانية.
واستطرد المتحدث قائلا: “إن تعليق بنما لعلاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الوهمية يعد خطوة تالية لإعلانها دعم مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها أساسا وحيدا لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء في نهاية يناير الفائت”.
ويعتقد الفاتحي، أن تركيز الدبلوماسية المغربية على دول الأمريكية ناتج عن تحولات عميقة في المسار الديموقراطي لهذه الدول وهو ما سمح بتحقيق اختراقات في مواقفها لصالح ملف الوحدة الترابية.
وبيّن أن الدبلوماسية المغربية لا تزال ترى بأن الظروف اليوم جد ميسرة لتحقيق تراكم من الاعترافات الدولية لدول هذه القارة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وبالتالي تعميق عزلة الجزائر دوليا في سياق انحسار المواقف التي تتماها مع الدبلوماسية الانفصالية.
وشدد مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، على أن بنما والتي تقدر مصالحها الاقتصادية والسياسية قد اقتنعت بجدية تطبيع العلاقة مع المملكة المغربية لتقارب وتشابه جيوسياسي؛ سيما بعدما أعلن المغرب عن المبادرة الملكية لتنمية الواجهة الأطلسية والتأسيس لأسطول بحري متطور يعزز الربط القاري بين الدول ولاسيما مع دول الجنوب.