قض تداول الحديث عن وساطة خليجية لمصالحة بين الرباط وطهران مضجع جنرالات قصر المرادية، خاصة بعد تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية إسماعيل بقائي، التي أكدت هذه المساعي.
قلق النظام العسكري الجزائري وانزعاجه من أي تقارب بين الرباط وطهران نابع من إدراكه بأن عودة الدفء للعلاقات بين البلدين ستمر عبر بوابة اعتراف إيراني بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، بعد أن أصبح ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، مثل ما أكد ذلك الملك محمد السادس، في الخطاب السامي الذي كان ألقاه بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب.
وسارع النظام العسكري الجزائري، الذي يبني سياسته على عداء المملكة ومعاكسة مصالحها، بالاتصال بطهران، حيث كلف وزير خارجيته أحمد عطاف، بإجراء أول أمس الأربعاء، مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني عباس عراقجي.
وعقب ذلك أصدرت الخارجية الجزائرية بيانا، تقول من خلاله إن “المحادثات بين الطرفين تناولت العديد من المسائل المرتبطة بالعلاقات الجزائرية – الإيرانية، إلى جانب أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك”، في محاولة خبيثة للشويش على أي تقارب مغربي إيراني.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية إسماعيل بقائي قد أكد، في رد على سؤال حول لقاء ممثل إيران بالسلطات المغربية بوساطة عمانية و سعودية، على أن إيران رحبت دائما بتحسين وتوسيع العلاقات مع الجيران، الدول الإقليمية والإسلامية.
وتابع أن تاريخ علاقات إيران مع المغرب واضحة و معروفة، مضيفا أن إيران لم تكن سباقة إلى قطع العلاقات مع المغرب، و أن الحكومة الحالية ستواصل نهج سياسة تحسين العلاقات مع الدول على أساس مبادئ الحكمة والمنفعة في إطار مصلحة الوطن، ومصالح المنطقة والعالم الإسلامي.