أوضح الكاتب والمحلل الجزائري ناصر جابي أن الانتخابات الرئاسية في الجزائر، ظهرت أول بوادر أزمتها أثناء الإعلان عن قائمة الأحزاب الكثيرة الداعمة للرئيس، التي تغير تشكيلها أكثر من مرة كدليل إضافي على أزمة تعيشها هذه الهياكل المتكلسة، التي ابتعد المواطن عنها، بعد دخولها إلى سوق نخاسة سياسية فعلية.
وتابع، في مقال جاء تحت عنوان “كيف فشلت الجزائر في تنظيم انتخابات من دون رهانات سياسية:، نشر على أعمدة “القدس العربي، أن تجنيد الرأي العام الوطني تحول إلى التحدي الوحيد في هذه الانتخابات، باعتبار فوز الرئيس تبون فيها أمر مفروغا منه، نتيجة ما يطلق عليه البعض بالتزوير القبلي الذي تعيشه الانتخابات الرئاسية في الحالة السياسية الجزائرية، التي يحتكر فيها مرشح السلطة الساحة الإعلامية والسياسية لسنوات قبل الانتخابات.
وأفاد بأن أزمة هذه الانتخابات طفت للسطح لحين وقت الإعلان عن نتائج الاقتراع من قبل رئيس الهيئة الوطنية المستقلة، بشكل أثار الكثير من الشكوك حتى لدى مسؤولي حملة الرئيس الفائز بها، بعد ان رفض الرجل الإعلان عن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي عوضها، بما سماه معدل المشاركة، بعد تأخر غير مبرر عن الوقت المحدد لتقديم المعطيات للمواطنين، بعد أن تكون قد وصلته معطيات مؤكدة من جهات مختلفة من التراب الوطني عن مشاركة ضعيفة في هذه الانتخابات التي لم تتمكن من تجنيد الجزائريين والجزائريات الذين تعاملوا معها كانتخابات من دون رهانات سياسية فعليه، كما بينوا ذلك وهم يقومون بشبه مقاطعة لحملتها الانتخابية في صيف حار.
وخلص إلى أنه برزت الكثير من العيوب التي يعاني منها النظام السياسي أثناء هذا الفشل في تنظيم انتخابات عادية، من دون رهانات سياسية فعلية، بكل التخبط الذي عرفته المؤسسات المكلفة بتسييرها، كما ظهر من خلال التضارب في أرقام الهيئة الوطنية لمراقبة الانتخابات والمحكمة الدستورية، التي لن تزيد إلا في تعقيد الوضع السياسي للبلد أكثر مما هو معقد.