بعد أن توصل، مضطرا، إلى قناعة فشله نهائيا في تأسيس بديل للاتحاد المغاربي يستثني المغرب، تراجع النظام العسكري الجزائري نهائيا عن الفكرة، حيث أعلن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف عن فتح صفحة جديدة مع اتحاد المغرب العربي.
وحاول الكابرانات التغطية عن فشلهم وانهيار مشروعهم لشق الاتحاد بالترويج لمبررات واهية، حيث ادعوا أنهم استداروا نحو الاتحاد المغاربي، إثر انهاء التوتر بعد تعيين بن سالم.
وجاءت تبريرات النظام العسكري الجزائري هذه بعد أن تيقن من فشله الذريع في خلق تكتل مغاربي يستثني الرباط، في ظل رغبة جنرالات قصر المرادية في خلق كيان بديل عن اتحاد المغرب العربي لمعاكسة المغرب ومصالحه الاستراتيجية، وتمرير أجنداتهم المعادية للوحدة الترابية للمملكة.
وكان الرئيسين الجزائري والتونسي إلى جانب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، قد اتفقوا على هامش قمة الغاز بالجزائر، في مطلع شهر مارس الماضي، على “عقد لقاء مغاربي ثلاثي، كل ثلاثة أشهر، يكون الأول في تونس”. ولم يُدعَ المغرب ولا موريتانيا للمشاركة في هذا الاجتماع الذي كان يسعى للتمهيد لتشكيل تحالف ثلاثي على المستوى المغاربي.
وتنبأ مراقبون آنداك بفشل التكتل الثلاثي، موضحين أن المسار بدأ متعثرا ويظهر أنه عبارة عن رد فعل غير مدروس، وأنه لا يتوقع أن يفرز الجديد بديلا لاتحاد المغرب العربي الذي يبقى حلما لشعوب المنطقة.