قال المحلل السياسي محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إن دعوة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي، أجهضت مخطط النظام العسكري الجزائري الساعي إلى خلق إطار بديل يحل محل الاتحاد المذكور.
وفور انتهاء “اللقاء الثلاثي” بتونس، سارع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إلى إرسال مبعوثين شخصيين إلى كل من الرباط ونواكشوط للتأكيد على أهمية اتحاد المغرب الكبير، وهي خطوة تحمل الكثير من الدلالات.
وحيال ذلك، أوضح بودن في تصريح لـ”مشاهد24″ قائلا: “التحركات الليبية لها دلالات كبيرة، فهذه الدولة المغاربية تريد أن ترسل إشارات واضحة مفادها أنها تتعامل مع مبادرة الجزائر بحذر شديد”.
وزاد المتحدث، “ليبيا تدرك جيداً على غرار باقي دول المنطقة، أن النظام الجزائري له طموحات أحادية الجانب ونوايا مشبوهة لخدمة أجندته الداخلية والخارجية”.
ويرى رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن هذه “المحاولات الأحادية تسعى إلى تخطي التاريخ المشترك للدول المغاربية، غير أن ليبيا ومن خلال الرسائل التي بعث بها المنفي إلى الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني، تؤكد بالملموس أنها متمسكة بالاتحاد المغاربي”.
وأشار بودن، إلى أن فكرة الاتحاد المغاربي كانت موجودة قبل أن تنال الجزائر استقلالها، حيث احتضنت مدينة طنجة لقاءات بهذا الخصوص في نهاية الخمسينيات.
واستطرد بالقول: “لوكان هناك رغبة للتعاون الحدودي بين البلدان الثلاث (الجزائر وتونس وليبيا)، لكان الاجتماع الثلاثي أمراً عادياً، ولكن طموح الجنرالات أكبر من ذلك؛ حيث يريد نسف الفكرة المغاربية ومحاول عزل المملكة، ولكن وعلى ما يبدو فإن هذه الطموحات تبددت كزبد البحر”.