لمداراة الإخفاق وحالة العزلة التي يتخبط فيها النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية، لم تجد أبواقه الرسمية من سبيل سوى التهجم والافتراء على دولة الإمارات، وتقحم المغرب، “العدو الكلاسيكي”، أيضا، مع اختلاق قصص وروايات بلا سند أو حجة تتهم فيها البلدين بالتآمر على”أمن واستقرار الجزائر”.
وقد شهدت الحملات العدائية للنظام العسكري الجزائري ضد دولة الإمارات، تصعيدا ملحوظا، بعد زيارة الملك محمد السادس لأبو ظبي، وما أعلن خلالها من مشاريع استراتيجية ذات أبعاد محلية وإقليمية وقارية، بل ودولية.
فقد نشرت صحيفة “الشروق” حال لسان جنرالات قصر المرادية، أمس الخميس، تقريرا حول ما أسمته بـ “التحركات المشبوهة للإمارات، ومحاولاتها جر تونس ودول عربية وإسلامية أخرى لمسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”، وفق تعبيرها.
وادعى بوق الكابرانات أن “الإمارات تسعى إلى قيادة قطار التطبيع مع الاحتلال في منطقة المغرب العربي ودول الساحل، ما يهدد استقرار منطقة القرن الأفريقي”.
وتابع النظام الجزائري، الذي نصب نفسه وصيا على تونس، أنه “بات من المؤكد أن التطبيع مرفوض في تونس، ويتعلق بقضية قومية، ويعتبرها رئيس الدولة من المبادئ الراسخة، ولا سبيل إلى التخلي عنها تحت أي ظرف، وقبول الإمارات بالتطبيع مع الاحتلال ليس بالقرار الذي سينال إعجاب واستحسان تونس دولة ورئيسا وشعبا”.
ويذكر أنه في الفترة الأخيرة، باتت دولة الإمارات العربية عرضة لهجوم غير مبرر في الجزائر من قبل أوساط إعلامية وسياسية، ما يكشف عن ضيق الرؤى لدى الطغمة العسكرية الحاكمة في الجارة الشرقية، التي تنظر إلى الدول الصديقة للمملكة على أنها عدو لها.