خبراء يكشفون لـ”مشاهد24″ دلالات “قصف” مدينة السمارة والدور الجزائري

في انتظار نتائج التحقيقات والرواية الرسمية الكاملة بشأن إطلاق مقذوفات متفجرة بمدينة السمارة ليل السبت – الأحد، والتي أدت إلى وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين، بالإضافة إلى تسجيل أضرار مادية، تطفو إلى السطح مجموعة من الفرضيات حول هذا الهجوم الجبان وتوقيته.

وأعلنت جبهة “البوليساريو” الانفصالية، أمس الأحد، مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مدينة السمارة، وهي جريمة جديدة تنضاف لسجل الجبهة الإجرامي.

ويرى مراقبون، أن الحادث تقف خلفه الجزائر؛ ويمكن تفسيره بلفت انتباه المجتمع الدولي عشية انعقاد جلسات مجلس الأمن حول الصحراء، وأيضاً لمحاولة الرد على النجاحات الدبلوماسية المغربية.

سياق الانفجارات ودور الجزائر

وحيال ذلك، ربط الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، “أحداث السمارة” بسياق مناقشات مجلس الأمن الدولي بشأن القرار الأخير حول الصحراء المغربية.

وأضاف الفاتحي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن هذه العملية قد تريد بها جبهة “البوليساريو” الانفصالية “تكذيب ما أورده تقرير الأمين العام الذي تحدث عن خفض في مستوى النزاع العسكري، وأخذه تعهدات بعدم نشوب حرب في المنطقة؛ ويقصد بين المغرب والجزائر”. على حد تعبيره.

وأضاف المتحدث قائلا: “بحسب التقدير السياسي والدبلوماسي الدولي فإن الجزائر ليس في مصلحتها – وهي معزولة دبلوماسيا – الانخراط في تصعيد عسكري مع المملكة المغربية لضعف في موقفها الدولي، إلا أنها يمكنها أن تسمح للبوليساريو بأن تقوم بمناوشات لكسب موقف سياسي بالموازاة مع مناقشات مجلس الأمن الدولي لقرار سيكون صادما للطرح الانفصالي بعد صدوره”.

ويعتقد الخبير في قضايا الساحل والصحراء، أن الجبهة الانفصالية تحاول أن تؤكد حضورها العسكري الذي أنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تأثيره في تقريره الأخير.

أجندة إيرانية

وفي تحليله لبعض القراءات التي تؤكد أن إطلاق مقذوفات متفجرة بالسمارة يأتي ضمن مخطط إيراني للنيل من حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية بشمال إفريقيا، أكد الفاتحي ضمن تصريحه أن حسابات ضلوع إيران في المنطقة تبقى قائمة لتحركات سابقة في عدد من الدول منها الجزائر ومالي وموريتانيا، بعد زيارات قام بها وزير خارجيتها وبعد تصريحات من جبهة “البوليساريو” هددت فيها باستخدام “الدرونات” في هجوماتها المستقبلية.

وخلُص مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إلى أن السؤال الذي يطرح اليوم هو أفق الصراع في المستقبل، والتغيرات التي ستحصل بكل تأكيد في قواعد الاشتباك، وذلك بعد استكمال التحقيقات وصدور الموقف الرسمي المغربي.

حرب العصابات

من جهته، قال عبد الرحمان مكاوي، الخبير العسكري أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون الفرنسية، إن إعلان جبهة “البوليساريو” الانفصالية، أمس الأحد، مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مدينة السمارة، يُبين أن الجزائر انتقلت إلى تنفيذ عمليات إرهابية.

وأوضح مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن “البوليساريو” تُنظم الجامعات الصيفية كل سنة في تيبازا وبومرداس بالجزائر للقيام بتداريب عسكرية؛ خاصة حرب العصابات وصناعة المتفجرات، مشيراً إلى أن التحقيقيات التي باشرتها السلطات المغربية ستكشف بالملموس حيثيات ودوافع هذا الهجوم.

ولفت المتحدث إلى أن جنرالات الجزائر كانوا يشجعون دائما عناصر “البوليساريو” على القيام بعمليات إرهابية تستهدف المدنيين لزرع الخوف في قلوب المغاربة، ولإرباك الاقتصاد الوطني، ولتعطيل قطار التنمية خصوصا بالأقاليم الجنوبية للمملكة، مبيناً أن الأحداث الكبرى التي ستحتضنها المملكة خلال قادم السنوات خصوصا الرياضية منها أثارت حنق النظام العسكري الجزائري.

وفي انتظار نتائج التحقيقات – يستطرد مكاوي – هناك مجموعة من السيناريوهات أبرزها: أن هذه المقذوفات ربما قد صدرت من نواحي مدينة السمارة، لافتاً أن الأمم المتحدة تجري بدورها تحقيقات خاصة أن ملف الصحراء سيُناقش اليوم أو يوم غد الثلاثاء بمجلس الأمن.

اقرأ أيضا

الجزائر

ناشط سياسي جزائري معارض يكشف خلفيات استدعاء الجزائر سفير فرنسا

قال الناشط السياسي والإعلامي الجزائري المعارض وليد كبير، إن استدعاء الجزائر سفير فرنسا للتنديد بما تصفه" ممارسات عدائية"، يأتي بعد شهور من التوتر عقب الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على صحرائه.

زلزال يضرب الجزائر ويحدث حالة هلع في صفوف السكان

ضربت هزة أرضية بقوة 4.9 درجات على سلم ريشتر، ولاية الشلف بالجزائر، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.

صفعة للنظام الجزائري.. البرلمان الأوروبي يتخلى عن “المجموعة البرلمانية للصحراء”

في خطوة تحمل دلالات سياسية عديدة، قرر البرلمان الأوروبي رسمياً التخلي عن ما يسمى بالمجموعة البرلمانية المشتركة "الصحراء الغربية"؛ التي كان النظام العسكري الجزائري يراهن عليها لمعاكسة الوحدة الترابية للمملكة المغربية.