اعتبر ندير المومني، أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي، من جامعة محمد الخامس، الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس، مساء أمس إلى الأمة، من مدينة العيون، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، بأنه كان خطابا “مؤثرا وقويا على عدة مستويات”.
وأضاف المومني، في تصريح صحفي، حسب وكالة الأنباء المغربية، أن الخطاب تميز بـ”الجدية والقوة والجرأة”، و”شكل لحظة مؤثرة، لأنه جاء في سياق الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، كلحظة للمساءلة والتقييم واستشراف المستقبل بالأقاليم الجنوبية من جهة، وكذا بالنظر لقوة المواقف التي حملها الخطاب، لاسيما من حيث أجرأة النموذج التنموي بالمنطقة”.
وأضاف المومني أن الخطاب الملكي ركز، أيضا، على مقاربة تربط بين التنمية والولوج إلى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وبين حكامة ترابية وديمقراطية، وأيضا بين الضمان الفعلي للحقوق المدنية والسياسية، مشيرا إلى أن الخطاب الملكي أعلن عن عدة قرارات منها ما يتعلق، أساسا، بإنشاء بنيات تحتية بالأقاليم الجنوبية، وهي قرارات، يضيف الأستاذ الجامعي، “مصدرها عدة مقترحات واردة في تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بخصوص تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة”.
وقال،في هذا السياق، إن “الخطاب الملكي أعلن عن إطلاق مجموعة من الأوراش الكبرى للنهوض بالعديد من القطاعات، خاصة تلك المرتبطة بحياة الساكنة من قبيل البنيات التحتية الطرقية، معتبرا أن لهذه البنيات التحتية فائدة ليس فقط اقتصادية وإنما أيضا من حيث هي أدوات أساسية في تقوية الاندماج الجماعي الوطني لاسيما الاندماج السوسيو- مهني”، مضيفا أن “من شأن هذه المشاريع الكبرى التي أعلن عنها الملك أن تساهم في ربط المغرب وأقاليمه الجنوبية بالقارة الإفريقية، وأيضا بأوروبا”.
للمزيد:مزوار: الخطاب الملكي رسالة قوية للمنتظم الدولي بشأن الصحراء المغربية
أما المستوى الثاني الذي يميز قوة الخطاب الملكي فيتعلق، حسب المومني، بالحكامة الترابية، مشيرا إلى أن هذا الخطاب أعطى، ولأول مرة، انطلاقة لبدء مسلسل سيؤدي إلى ممارسة الجهات بالأقاليم الجنوبية لاختصاصات منقولة إليها بموجب القانون التنظيمي المتعلق بالجهات، مبرزا أن قوة واستدامة نموذج الحكامة الترابية بالمغرب، وخاصة بالأقاليم الجنوبية، هو عنوان على الثقة في قدرات النخبة الترابية بهذه الأقاليم.
إقرأ أيضا:إعلاميون ومحللون: الخطاب الملكي قوي بمضمونه حاسم في لهجته
ويتمثل المستوى الثالث الذي يجعل من الخطاب الملكي خطابا “جريئا وقويا”، وفق رأي أستاذ العلوم السياسية، في “الدعوة إلى التصدي لأي محاولة كيف ما كان مصدرها لتغيير الوضع القانوني بالأقاليم الجنوبية”، مشيرا إلى “أننا في مرحلة التثبيت النهائي لنموذج تنموي قائم على حكامة ترابية ديمقراطية.