أكد عبدالمنعم الكزان الباحث في السوسيولوجيا السياسية أن خطاب الملك محمد السادس خطاب تأسيسي من خلال الآية القرآنية “إنا فتحنا لك فتحا مبينا”، باعتباره خطاب يعيد ترتيب وتمكين الترسيخ لمرحلة جديدة .
وأوضح الكزان في تصريح لمشاهد 24 أن الخطاب الملكي تجاوز الطابع الاحتفالي بالقرار الأممي ، إلى كونه إعلان عن مرحلة جديدة من خلال قول الملك “هناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده” بحيث يمكن القول أن الخطاب الملكي جعل من هذا الحدث استمرارا للمسيرة الخضراء قبل نصف قرن من الزمن.
وأشار إلى أن الخطاب هو بمثابة بناء لوعي جماعي جديد للمغاربة، من خلال تأكيد العاهل المغربي على أنه “لقد حان وقت المغرب الموحد، من طنجة إلى الكويرة” ليعيد التذكير أن الصحراء المغربية هي جزء لا يتجزء من الذات الجماعية للمغاربة، إنها جزء من سرديتهم، ومن ذاكرتهم بل وأيضا من شخصيتهم هويتهم ، جمع فيه الملك بين الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء وذكرى الخروج من عهد الحماية ليجمع بين رمز التحرير الأكبر ورمز الدولة الحديثة.
واعتبر الخبير أن الملك أعلن أن زمن الدفاع و التبرير قد انتهى لمرحلة جديدة عنوانها التغيير، إنه إعلان للانتقال من مرحلة “التدبير إلى مرحلة التغيير” حيث وجه الملك كلامه لجميع المغاربة، للتوحد جميعا في مشروع بناء المشترك المغربي عماده الثقة والمسؤولية والعدالة الاجتماعية.
وشدد الكزان أن الخطاب يؤسس لعلاقة جديدة بين الدولة والمجتمع، حيث أكد الملك على أن مبادرة الحكم الذاتي أصبحت” الإطار الوحيد للتفاوض” ، أي أن المملكة بالقيادة الملكية بنى و أعطى قواعد الحل المقبول على المستوى الدولي.
وأشار إلى أن خطاب الملك كان خطابا دبلوماسيا يتسم بالهدوء والقوة والوثوق، خطاب من يمتلك القدرة والرغبة في البناء.
وأبرز أنه بالنسبة للدولة الجارة، فقد كان خطاب الملك محمد السادس جريئا وهادئا في نفس الوقت، فرغم الاعتراف الدولي الواسع الذي أصبحت تحققه المبادرة المغربية، فإن الملك وجه دعوة صريحة للرئيس عبد المجيد تبون للحوار، حيث أن الدعوة إلى الحوار برهنت أن المغرب أصبح يتكلم من موقع القيادة التي تسعى لبناء نظام مغاربي جديد على التعاون وليس الاستنزاف، منطق البناء لا الهدم، هي دعوة جديدة لاستشراف المستقبل بدل الركون إلى أحداث التاريخية ولت ومضت .
وأشار أن خطاب الملك أعاد إحياء الهوية الجماعية للمغاربة عبر المحطات الوطنية الكبرى، سواء من خلال النص القرآني “الفتح المبين”، او استرجاع المسيرة الخضراء، إلى ذكرى خروج المغرب من عهد الحماية.
وأكد الكزان في الأخير أن الخطاب الملكي استحضر صورة الملك الراحل الحسن الثاني مبدع المسيرة الخضراء وشهداء الوحدة الترابية، كما أنه من جهة أخرى، أعاد رسم موقع المملكة إقليميا ودوليا، حيث تحول من المنفعل مع الأحداث.، إلى موقع من يحدد ويضبط الإيقاع ويقترح الحلول ويقوم بالتأسيس لصناعة التوازنات .
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير