خلف حادث سير أسفر عن وفاة 18 شخصاً إثر سقوط حافلة لنقل المسافرين في وادٍ، في الجارة الشرقية، موجة استياء عارمة، حيث صب العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي جم غضبهم على النظام العسكري الحاكم في البلاد، وحملوه المسؤولية الكاملة ، مشددين على أن ما وقع ليس حادث مرور عابر، بل وقفة لإعادة النظر في واقع قطاع النقل العمومي بالجزائر.
وفجّرت هذه الحادثة المأساوية الغضب الشعبي وأعادت فتح أحد الملفات الملحة في الشأن العام بالجزائر، في علاقة بملف الحافلات المهترئة التي تتحول يوميا إلى “توابيت على عجلات”، تنقل الجزائريين إلى أعمالهم ومدارسهم… وربما إلى حتفهم.
وقال النشطاء إن الحافلات القديمة تحولت إلى مصدر خطر دائم في الشوارع الجزائرية، بعدما تعددت حوادثها وتقلصت خدماتها، لتتحوّل من وسيلة نقل إلى ما يشبه “توابيت متحركة” تغامر بركابها، وتخنق الحركة وتهدّد المارة في الطرقات وحتى الأرصفة،
واوضحوا أن بعض هذه المركبات يعود تاريخ صنعها إلى سنوات القرن الماضي، لكن لا تزال تجوب طرقات المدينة رغم تقادمها وفقدانها لأبسط معايير السلامة، إذ لم تتغير قطع غيارها، ولم تتطوّر تجهيزاتها، وظلت حاضرة رغم تعاقب الأجيال، وأضحت تمثل خطرا عموميا يطارد الناس في الطرقات.
وعلق أحد النشطاء، قائلا “كل مرة أركب فيها هذه الحافلات، أشعر وكأنني أغامر بحياتي. المقاعد مهترئة، النوافذ لا تفتح، والازدحام خانق. أحيانا أتساءل إن كنت سأصل فعلا إلى بيتي”؟
وقال آخر: “لقد باتت شوارع المدن الجزائرية مسرحا لمغامرات “التوابيت المتحركة”، التي أصبحت تقفز حتى في الوديان، ولا تعرف سوى لغة السرعة والمناورة، في انتظار تدخل عاجل ينهي هذه الفوضى ويعيد الاعتبار للنقل الحضري”.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير