يخطط النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية للتضحية برئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، للتغطية على التزوير المبكر للرئاسيات، وتسرع الكابرانات في إعادة تنصيب عبد المجيد تبون رئيسا للبلاد لعهدة ثانية، في استنساخ لنظام الراحل عبد العزيز بوتفليقة، الذي عصف به الحراك الشعبي في 2019.
ووجد محمد شرفي نفسه وسط زوبعة من الانتقادات، بعد أن وجهت له اتهامات بالفشل، خاصة من مقصيين من سباق الانتخابات، الذين وصفوا نتائجها النهائية بالمهزلة، ولذلك يعلقون آمالهم على المحكمة الدستورية لإنصافهم، وإنقاذ الاستحقاق من التزوير ومن فقدان المصداقية.
وكان رئيس الهيئة محمد شرفي، الذي يشتغل تحت أجندة جنرالات قصر المرادية، قد ظهر مرتبكا وغير متحكم في معطيات العملية برمتها خلال الندوة الصحافية التي عقدها للإعلان عن نتائج دراسة الملفات المودعة لدى السلطة المستقلة للانتخابات، وهو ما اضطره في عدة مرات إلى التوقف ومراجعة الوثائق أو الاستعانة بمساعديه في الكشف عن البيانات.
ويرى مراقبون أن كل هذا السيناريو الذي حاك خيوطه النظام العسكري، ما هو إلى تحضير الرأي العام للتضحية برئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخاب، وذلك بعد أن حمّلَته كل الأطراف المنخرطة في انتخابات الرئاسة، مسؤولية التزوير الذي شابها، مشددين على أن هناك جهات خفية تلاعبت بنتائج الانتخابات أمام غياب أو تغييب السلطة المستقلة.