بعد أن انفضح أمام العالم، على خلفية ارتكابه لانتهاكات جسيمة في حق المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة، عاد النظام العسكري الجزائري للترويج من جديد لأسطوانته المشروخة، التي تستند دون دلائل دامغة لـ”نظرية المؤامرة”.
وللتغطية على فشل الكابرانات في تدبير أزمة المهاجرين غير الشرعيين، والتي يعاني منها عدد من الدول الأخرى، سلط عسكر البلاد أبواقه المأجورة، التي ادعت وجود “مخطط صهيوني لإغراق جنوب الجزائر بالمهاجرين”.
وتابعت أبواق النظام العسكري هلوستها، قائلة إن المنظمة غير الحكومية “هاتف إنذار الصحراء” (Alarmphone Sahara)، مقرها في أغاديس بالنيجر، “تنفذ مخططا صهيونيا لإغراق جنوب الجزائر بالمهاجرين، في محاولة جديدة من قوى الشر لاستهداف أمن واستقرار البلاد باستعمال كل الطرق، لاسيما التي تدين الجزائر في المحافل الدولية في مجالات حقوق الإنسان”.
وكعادته، لم يفوت إعلام الكابرانات الفرصة لإقحام المغرب في كل فضيحة تنفجر في بلاد العسكر، حيث ادعا أن أعضاء هذه المنظمة يتواجدون في النيجر ومالي وبوركينا فاسو وتوغو والمغرب وألمانيا والنمسا، مواصلا هرطقاته بالحديث عن قيامها بما أسماه “التحريض ضد الجزائر” من قبل مواقع إلكترونية تنشر لها “شهادات” لمهاجرين اتصلوا بالمنظمة عبر الهاتف، يسردون فيها تعرضهم إلى الإساءة والتعذيب وتركهم في الصحراء لوحدهم يموتون.
وقد دأبت الجزائر على طرد المهاجرين الأفارقة من ترابها بطريقة مهينة، ما دفع بالمنظمات الحقوقية، وخاصة منظمة العفو الدولية، للتنديد بالاعتقالات التعسفية وعمليات الطرد الجماعية غير القانونية التي تستهدف المهاجرين.
ويشار إلى أنه منذ سنوات تقوم الجزائر بترحيل المهاجرين الأفارقة إلى النيجر مما يجبرهم على العيش في ظروف قاسية خاصة في بلدة أساماكا الواقعة شمال النيجر حيث يتجمع آلاف المهاجرين بعد ترحيلهم وسط تحذيرات من حدوث كارثة إنسانية بسبب الترحيل الجماعي.