وجه مسؤول رفيع المستوى في حلف شمال الأطلسي “الناتو” أمس الأربعاء تحذيرات بخصوص احتمال تكرار سيناريو الثورات العربية في حال غياب رؤية واضحة للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ووفق تصريحات له، أوضح مدير قسم الشؤون السياسية والأمنية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط بالحلف نيكولا دي سنتيس، أن افتقار الدول العربية إلى رؤية إستراتيجية واضحة بخصوص القضايا الاقتصادية والاجتماعية من شأنه أن يجرها نحو الوقوع في “سيناريو الثورات” من جديد.
وفي نفس السياق، طالب دي سنتيس في كلمة ألقاها في مؤتمر بالعاصمة المغربية، دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بضرورة تولية المزيد من الاهتمام بالتنمية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب رهينة بالمقاربة الأمنية والتنموية في الوقت ذاته.
واسترسل مسؤول “الناتو” قائلا “عندما اندلعت ثورات الربيع العربي، وخرجت الشعوب إلى الشوارع، لم تخرج ضد إسرائيل أو الغرب بل ضد أنظمتها التي أخفقت في إيجاد حلول، حيث كانت الكرامة والحرية وتحسين الأوضاع المعيشية على رأس المطالب”.
وأكد دي سنتيس أن فشل الحكومات العربية في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية وخلق الفرص، كان وراء هجرة العديد من الأشخاص بهدف الهروب من الفقر والصراعات.
وفي نفس السياق، دعا المسؤول الأطلسي كلا من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى دعم ليبيا من أجل إعادة الأمن والاستقرار فيها بعد سنوات من الاقتتال، مؤكدا أن حلف “الناتو” يعتزم دعم الأخيرة في إعادة بناء مؤسساتها التي تضررت بفعل الانفلات الأمني الذي شهدته منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.
هذا وانطلقت فعاليات المؤتمر أمس الأربعاء وسيستمر إلى غاية غذ الجمعة، والذي نظم بالتعاون بين البرلمان المغربي والجمعية البرلمانية للناتو في الرباط، من أجل مناقشة التحديات الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط ومحاربة التطرف، إضافة إلى القضية الليبية وأزمة الهجرة وقضايا أخرى.
إقرأ أيضا:الفرصة الأخيرة في ليبيا