أقدم عدد من المهاجرين الإيرانيين على خياطة شفاههم، احتجاجا على إزالة مخيمهم المتواجد شمال فرنسا، من طرف السلطات المعنية.
واتخذ ثمانية من الإيرانيين من خياطة أفواههم، شكلا من أشكال الاحتجاج على إقدام السلطات الفرنسية على هدم مخيمهم في جنوب مخيم كاليه شمال البلاد، حيث ساروا في ممرات هذا الأخير حاملين أوراقا كتبت عليها شعارات منددة بالقرار الذي وصفه كثيرون بـ “التعسفي”.
ووفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية، رفع المهاجرون المحتجون عددا من الشعارات من قبيل “هل نحن بشر؟ “أين هي الحرية؟ أين هي الديمقراطية؟” في إشارة إلى مبادئ فرنسا وتنديدا بإزالة المخيم، الذي صار محط جدل في البلاد.
وفي تعليقه على الأمر، أكد أوليفييه مارتو، مسؤول في منظمة “أطباء بلا حدود” غير حكومية أن المحتجين طلبوا من العاملين في المنظمة مساعدتهم على خياطة أفواههم بدون نتيجة، ما دفعهم للقيام بذلك بأنفسهم.
وأضاف مارتو أن المهاجرين الإيرانيين أقدموا على خياطة أفواههم بطريقة غير صحية حيث قاموا بتسخين الإبر لتعقيمها واستخدامها في الخياطة.
وفي نفس الإطار، أشار فرنسوا غينوك من جمعية “لوبرج” التي تعنى بمساعدة المهاجرين، إلى أن المحتجين خاطوا أفواههم مباشرة بعد هدم خيمتهم من طرف فرق الإزالة.
هذا وشرعت السلطات الفرنسية في هدم العشرات من الغرف العشوائية التي أقامها المهاجرون جنوب مخيم “كاليه” الذي يعد اكبر حي عشوائي في فرنسا ويضم آلاف المهاجرين.
وحسب تقديرات السلطات، يعيش ما بين 3700 و 7000 من المهاجرين السوريين والأفغان والسودانيين في ظروف جد متردية، في وقت يعيش نحو 800 و 1000 شخص في القسم الجنوبي للمخيم.
ومنذ بداية الأسبوع المنصرم، قامت السلطات الفرنسية بإزالة عدد كبير من المآوي المؤقتة للمهاجرين في مخيم معروف باسم “الغابة”، في وقت قام فيه المهاجرون بإلقاء الحجارة على فرق الإزالة لمنعهم من إكمال مهمتهم.
ولمواجهة ذلك، لجأت شرطة مكافحة الشغب إلى استعمال قنابل الغاز لردع المهاجرين عن إلقاء الحجارة وعرقلة عمل فرق الإزالة.
هذا ووصف مسؤولون فرنسيون عملية الإخلاء بـ “الإنسانية” نظرا إلى تردي الأوضاع هناك، مشيرين إلى أن عملية الإخلاء لن تشمل أماكن الصلاة والمدارس.
ويسعى المئات من المهاجرين المستقرين بالمخيم إلى عبور القناة الإنجليزية قصد الوصول إلى بريطانيا، معتمدين في كثير من الحالات على مهربي البشر.
إقرأ ايضا:الناتو: روسيا ونظام الأسد يستخدمان اللاجئين لضرب الاتحاد الأوروبي