لا توجد دلائل قطعية حتى الآن، على إمكانية التحالف بين ثلاثة أحزاب اسبانية لتشكيل الحكومة الجديدة، لكن رئيس الوزراء المنتهية ولايته، ماريانو راخوي، لا يريد التخلي عن الامل في إشراك الحزب الاشتراكي العمالي، وثيودادانوس، في تشكيلة يرأسها راخوي نفسه، عملا بالعرف الديموقراطي الذي يقضي بان الحزب المتصدر للنتائج في المقاعد والاصوات، تعود اليه مهمة تشكيل حكومة.
وعدد، راخوي، صباح اليوم الثلاثاء، مزايا التحالف المنتظر، كونه سيمكن البلاد من حكومة مستقرة مستندة على أغلبية مريحة، تمكن من اجراء الاصلاحات التي تنتظرها البلاد بما فيها تعديل الدستور، الذي طالما عارضه الحزب الشعبي في الماضي.
وقال راخوي، في أحدث مقابلة مع اذاعة “كوپي” المقربة من الاوساط المحافظة، انه لا توجد خطوط حمراء بخصوص المصلحة العليا وضرورة الاصلاحات وانه يمكن التفاوض على كل شيء، بين شريكيه المحتىملين: الاشتراكي العمالي وثيودادانوس.
واضاف زعيم الحزب الشعبي، ان الاصلاحات اذا ما التوافق عليها بغالبية كافية، ستتسم بطابع الديمومة والاستمرار، لعدة سنوات؛ كما انها ستعطي صورة ايجابية ومطمئنة عن البلاد في الخارج، ما سيجعل الاستثمارات تتدفق على إسبانيا.
وأوضح راخوي، انه بإمكان التحالف الحزبي الثلاثي، الاتفاق على برنامج للحكومة المقبلة، يتم تدقيقه أثناء مناقشته بالبرلمان خلال الجلسات التي تسبق تنصيب الحكومة والمصادقة عليها بالتصويت من طرف النواب.
وبخصوص طبيعة التنازلات التي يمكن ان يقدمها لشريكيه، قال راخوي، إنه لن يتنازل عن كثير من القضايا، مثلما ان الحزب الاشتراكي لن يتنازل من جهته عن ما يعتبره غير قابل لذلك، مبرزا ان الجامع المشترك بين حليفيه، يتمثل في النظرة المتفائلة للمستقبل ووحدة البلاد واستقرارها.
ويذكر في هذا السياق، ان الحزب الاشتراكي العمالي، كان الى حدود ايام قليلة، منقسم الرأي بخصوص التحالف مع الحزب الشعبي، لدرجة ان اعتبرته قيادته خطا احمر، لكن شبح الازمة السياسية الجاثمة على البلاد، حلحلت المواقف، فظهر تيار داخل الاشتراكيين يحبذ فكرة تشكيل حكومة “الضرورة التاريخية” لقطع الطريق على مغامرات من شأنها تهديد مستقبل البلاد، خاصة وان اعادة الانتخابات التشريعية غير مضمونة العواقب والنتائج، فقد تجد إسبانيا نفسها امام مشهد حزبي أكثر بلقنة، أسوأ من الحالي؛ يضاف بدوره الى الازمة المستعصية الدائرة فصولها في اقليم، كاتالونيا، التي توشك على التوجه الى صناديق الاقتراع، للمرة الرابعة في ظرف خمس سنوات.
إقرأ أيضا: الاسپان يواجهون احتمال حكومة الضرورة لتجنب الأزمات؟
وعن سؤال بخصوص حيثيات محاوريه في الحزب الاشتراكي، قال راخوي ان اتصالاته مقصورة على الامين العام للحزب، پيدرو سانشيث، مؤكدا انه لم يتصل باحد سواه، في اشارة الى، سوسانا دياث، رئيسة حكومة الاندلس المتصاعد نفوذها في الحزب، بالنظر الى النتائج الممتازة التي كسبها الاشتراكيون في اقليم الاندلس.
ولم تنس، القيادية الاشتراكية، موقف الحزب الشعبي الذي عرقل تشكيلها لحكومة، متخذا موقفا مماثلا لحزب، پوديموس، لكن “سوسانا” نجحت في اقناع، ثيودادانوس، التصويت على حكومتها الحالية، دون ان يحدث خلاف بين الحزبين منذ تشكيلها العام الماضي. ومن الصعب ان تتخلى عن معارضتها لحكومة يقودها الحزب الشعبي.
ويبدو ان، آمال، پيدرو سانشيث، تتضاءل مع الايام، في ان يصبح رئيس وزراء إسبانيا، على رأس حكومة يسارية تقدمية، بالتحالف مع، پوديموس، والاحزاب القومية.
ويعارض قياديون اشتراكيون هذا المنحى، كونهم لا يثقون في ولاء، پوديموس، الذين يعطون الاشارات الواحدة تلو الاخرى على ان خصمهم الاكبر والرئيس، هو الحزب الاشتراكي، بدليل انهم يناورون من اجل حرمانه من منصب رئيس البرلمان الذي لا يعارض الحزب الشعبي في إسناده لهم، ان استمر البرلمان المنتخب.
ويطالب حزب، پوديموس بأن ينقسم الى اربعة، ما يمكنه وحلفاؤه من تكوين اربعة فرق في البرلمان، ما سيجلب له المال والتأثير في التصويت على القرارات المهمة؛ وهذا ما تعتبره باقي الاحزاب انتهازية سياسية وجشعا ماليا، سيشجع الاحزاب الاخرى على الانشطار الذاتي.
الى ذلك، لم يعلق الحزب الاشتراكي، على العرض الجديد الذي يقترحه زعيم الحزب الشعبي، ونفس الأمر بالنسبة لحزب ثيودادانوس، الذي سبق ان دعا الى تحالف تاريخي بين الاحزاب الثلاثة في البرلمان، لكنه امتنع عن المشاركة في الحكومة، مبررا رفضه بان الناخبين صوتوا عليه ليصطف في المعارضة. لكن انسداد الأفق السياسي قد يحمل، البرت ريڤيرا، على مراجعة موقفه الرافض.