اتهام “پوديموس” بالانقلابي! والناخبون يحبذون الاشتراكيين مع ثيودادانوس

كشف احدث استطلاع للراي في اسبانيا ان غالبية الناخبين، تحبذ بنسبة عالية، تعددية حزبية في مجلس النواب بدل الاقتصار على قوتين كبيرتين تحكمتا في المشهد السياسي طيلة سنوات الانتقال الديموقراطي، مستشعرين صعوبة المشهد البديل
وعبر المستجوبون عن تفضيلهم لحكومة يقودها الحزب الاشتراكي، بشراكة مع حزب ثيودادانونس، باعتبارها الاقرب الى المنطق والواقعية السياسية، في اشارة واضحة الى رفضهم عودة زعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، لرئاسة الحكومة الجديدة، على اعتبار ان حزبه تصدر نتائج انتخابات يوم العشرين من شهر ديسمبر الماضي.
وفي هذا السياق، امتدح المستجوبون النهج الحكيم الذي سار عليه العاهل الاسباني، بتكليفه، پيدرو سانشيث، زعيم الحزب الاشتراكي، إجراء المشاورات مع باقي الكتل البرلمانية في افق تشكيل حكومة ينتظرها الاسبان منذ مدة.
ويبدو ان الملك، فيليپي السادس، استشعر الصعوبات السياسية التي ستعترض، ماريانو راخوي، في حالة اختيار الملك له تكليفه طبقا للدستور، لذا لم يكن امام راخوي سوى الاعتذار للملك، بيد انه صرح للصحافة فيما بعد انه لم يجد حماسة لدى ملك البلاد.
وجاء استطلاع مؤسسة “ميتروسكوپيا” ليؤكد ان الملك كان محقا وحكيما في اختياره فقد ايده المستفتون بنسبة عالية ومنحوه نقطة 7/10.
وخير استطلاع “ميتروسكوپيا” الناخبين بين جملة اختيارات بخصوص تشكيل الحكومة المقبلة بينها سيناريو حكومة ائتلافية يرأسها الحزب الاشتراكي، مستعينا باحزاب متوافقة معه والانفتاح على شخصيات مستقلة من المجتمع المدني؛ او محاولة ضم الحزب الشعبي واسناد منصب نائب رئيس الحكومة اليه، على ان تكون الحكومة ذات طابع انتقالي وليس بالضرورة ان تكمل ولايتها (اربع سنوات) يتركز همها الاول على ضمان الاستقرار في البلاد ومباشرة الاصلاحات الضرورية.
وباستثناء سيناريو تحالف بين الاشتراكيين وثيودادانوس، فإن باقي الاحتمالات تبدو صعبة التحقق، مع الاشارة الى ان الحزبين المذكورين باتا قريبين من بعضهما عقب الجولة الاولى من محادثات سانشيث/ ريفيرا، حيث سيلتقي الفريقان المفاوضان للحزبين يوم الاثنين، للبحث عن التوافقات والعناصر المشتركة في برنامج كل حزب، خاصة وان زعيم، پوديموس، اشترط على سانشيث، عدم الاقتراب من “ثيودادانوس” ان كان يرغب في اشراكه في حكومة يسارية تقدمية، فهو يعتبر ثيودادانوس امتدادا للحزب الشعبي اليميني
وانزعج، سانشيث، من هذا الاشتراط واعتبره اسلوبا اقصائيا وغير ديموقراطي، ولذلك اتسعت شقة الخلاف بين الإثنين، بل يمكن القول ان الزعيم الاشتراكي ربما صرف النظر عن اي تحالف مع حزب “أيغيسياس” وبات يبحث عن شركاء بدائل لدى الاحزاب الاخر ليحاول اما اقناعها بالتصويت لصالحه او الامتناع والتغيب عن جلسة التنصيب.

إقرأ أيضا: شهية “پوديموس” مفتوحة لحكم إسپانيا والشعبي يغري الاشتراكيين!

ويحتاج سانشيث، اذا اتفق مع البرت ريڤيرا الى 45 صوتا لاكمال النصاب القانوني ولذا فلا مفر من غياب او تغييب نواب الحزب الشعبي وپوديموس اللذين يجمعان كتلة معارضة اكبر.
والحقيقة ان سانشيث، لا يواجه العراقيل وحده بل انه سيضع الحزب الشعبي صاحب الكتلة النيابية الاكبر في موقف حرج اذا ما قرر الاخير التصويت ضد التشكيلة المحتملة ليجد نفسه في نفس صف، پوديموس، وهذا ما لا يرضاه كثيرون في الحزب الشعبي، رغم ان زعيمهم ما زال مصرا على عدم التخلي عن حقه الدستوري في قيادة الحكومة المقبلة التي يطمح، ماريانو راخوي، في ضم الاشتراكيين وثيودادنوس اليها، لتشكيل تحالف اصلاحي تاريخي، وعزل پوديموس في خندق المعارضة، ما سيمكن الحكومة من تعديل الدستور، اذ هو مستحيل بدون اصوات الحزب الشعبي في البرلمان.
وعلى صعيد آخر تتنامى الانتقادات لپابلو ايغليسياس، وحزبه كونه اصبح في نظر جزء هام من الرأي العام معرقلا لاي انفراج سياسي ما لم يكن هو صانعه او المتحكم فيه. وهذا ما عبر عنه المستجوبون في الاستطلاع المذكور، حيث تراجعت شعبية الحزب الفتي، سواء بخصوص الاصوات او التقييم الشخصي لأمينه العام پوديموس، وفضلا عن ذلك يستمر الجدل بخصوص تلقي ايغليسياس انوالا من إيران لقاء خدمات اعلامية.
وفي هذا الصدد وجه القيادي الاشتراكي التاريخي، الفونصو غييرا، رفيق فيلپي غونثالث ونائبه خلال ثلاث ولايات حكومية، وجه انتقادات حادة لجماعة “پوديموس” وشبههم بالانقلابيين الذين حاولوا الاطاحة بالديموقراطية في شهر فبراير 1981 فيما يعرف بالتمرد العسكري الذي قاده العقيد “انطونيو تيخيرو”حين اقتحم البرلمان على رأس مفرزة من العسكر المدججين بالسلاح والمجلس التشريعي في جلسة عامة.
ووصف غييرا، قيادات، بوديموس، بالصبيان العديمي التجربة وقلة التهذيب، قائلا انه لا يمكنه السكوت في وجه من يصف حزبه الاشتراكي ب “البونكر” في اشارة الى نظام هيتلر النازي.
ويأتي هذا الهجوم من القيادي الاشتراكي الاندلسي، وهو الذي يحظى بسمعة طيبة بين الاسبان واعتزل السياسة في العام الماضي ؛ ياتي بعد ذلك الذي صاغه الامين العام الاسبق، فيليپي غونثالث، لكن بعبارات اخف ؛ما يعني رفضا واسعا في صفوف الاشتراكيين وقياداتهم التاريخية للتواجد في حكومة مع پوديموس، التي ستطبعها الصراعات والمزايدات لا سيما وان الحزب الجديد اشترط منذ البداية الحصول على مناصب حساسة وسيادية لقاء قبوله رئيسا اشتراكيا.
ولوحظ في المدة الاخيرة تراجع في حدة اتتقادات الاشتراكيين لزعيمهم سانشيث، حتى ان اعلى الاصوات المعارضة وهي رئيسة حكومة الاندلس، سوسانا دياث، اعلنت مساندتها للزعيم قائلة ان ما يفعله صائب.
ورفع هذا التأييد معنويات الزعيم الاشتراكي واطمأن الى انه يفاوض من موقع اقوى وبحرية اكبر، ما جعل المستطلعين يمتدحون نهجه السياسي ؛ وبالتالي فانه ان لم يفز بمنصب رئاسة الحكومةكطموح شخصي فانه سيعود معززا لاستئناف مسؤلية الامانة العامة ما قد يؤهله للترشح لها في المؤتمر العام المقبل.
وعموما فان اعادة الانتخابات لا يحظى بتاييد الاحزاب ولا الناخبين، ففضلا عن كلفتها المالية المرتفعة فإنها ستبقي على المشهد بشكله الحالي باستثناء تغييرات طفيفة.

اقرأ أيضا

الداخلة.. افتتاح أشغال “المنتدى الدولي الأول حول الصحراء المغربية”

و.م.ع افتتحت، اليوم الأربعاء بالداخلة، أشغال “المنتدى الدولي الأول حول الصحراء المغربية”، الذي ينظمه المعهد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *