في ظل استمرار تدفق اللاجئين والمهاجرين على أوروبا طمعا في حياة أفضلا وهربا من الحرب والدمار والجوع، وجهت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تحذيرا ليهود القارة العجوز.
التحذير جاء تحديدا بقلم الكاتب مانفريد غريستنفيلد، الذي اعتبر أنه بالرغم من كون معاناة هؤلاء اللاجئين المتدفقين على أوروبا، وأغلبهم مسلمين، حقيقية إلا أنهم ترعرعوا في ظل مناخ يتميز بعداء كبير لليهود.
غريستنفيلد عبر عن تخوفه من تزايد مشاعر “معاداة السامية” التي يحلو لعدد من اليهود أن يروجوا له، بالرغم من ما يحمله هذا المصطلح من مغالطات، من أجل ابتزاز كل من يعارضهم أو يعارض دعمهم لإسرائيل ولجرائمها المرتكبة في فلسطين المحتلة.
مشاعر الكراهية ضد اليهود زادت في نظره في أوروبا في السنوات الأخيرة بسبب قبول الدول الأوروبية بهجرة ملايين المسلمين وهو ما أضر بالمواطنين اليهود في هاته البلدان.
وحسب غريستنفيلد فإن نسبة كبيرة من هؤلاء المهاجرين معادون لليهود ولديهم قابلية لإرتكاب أعمال عدائية ضدهم، مضيفا أن كل جرائم القتل التي وقعت ضد اليهود في أوروبا بسبب يهوديتهم، سواء كان ذلك في باريس أو تولوز أو بروكسيل أو كوبنهاغن، ارتكبت من قبل مسلمين.
المخاطر التي يحملها في طياته قدوم أعداد كبيرة من اللاجئين المسلمين إلى أوروبا ، وبالرغم من أنها لم تخفى على بعض القادة اليهود، يضيف مانفريد غريستنفيلد، إلا أنها لم تمنعهم من إطلاق تصريحات “مازوشية” حول استقبال اللاجئين من دون أي ذكر للمشاكل التي قد تترتب عن ذلك.
هكذا يتعامل صاحب المقال بمنطق تخويني لأي يهودي أو ممثل لليهود رحب بقدوم اللاجئين الفارين من الحرب والضياع بدافع إنساني، وكأن هؤلاء اليهود قد ارتكبوا إثما كبيرا في حق شعبهم بسبب تصرفهم النبيل هذا.
إقرأ أيضا: ماذا يقول برنار ليفي عن إسرائيل و”الانتفاضة الثالثة”؟
ومن بين الشخصيات اليهودية التي طالها قصف مانفريد غريستنفيلد، نذكر الحاخام السابق في بريطانيا، جوناثان ساكس، الذي نشر مقالا في صحيفة “ذي غارديان” (المعادية لإسرائيل في نظر غريستنفيلد) ربط فيه بين إنقاذ اللاجئين المسلمين وعملية إنقاذ 10 آلاف طفل يهودي تم جلبهم إلى بريطانيا 9 أشهر قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
بالمقابل نوه كاتب المقال بما عبرت عنه إيستر فويت، رئيسة تحرير الأسبوعية اليهودية الهولندية NIW، والتي قالت إنه لا ينبغي أن تأخذنا الحماسة بخصوص موضوع اللاجئين
لأن هؤلاء ينتمون لثقافات معادية للمساواة والمرأة واليهود والمثليين والملحدين.
نفس التنويه حظي به رئيس الجالية اليهودية في فيينا، أوسكار دوتش، الذي كتب في صحيفة “كورير” النمساوية أن مجيء 20 مليون مسلم إلا أوروبا خلال العقود الماضية تسبب في تنامي الاعتداءات ضد اليهود واضطرار هؤلاء إلى الهجرة.
وأضاف دوتش أن اللاجئين من سوريا وباكستان قدموا من بلدين العداء فيهما لليهود مترسخ في المقررات الدراسية والإعلام، حيث تتم الإشادة بالأعمال الإرهابية ضد اليهود والمدارس والبيع والمتاحف اليهودية.
وفي إطار استشهاده بالمواقف المثالية في نظره للقادة اليهود في أوروبا، تحدث غريستنفيلد عن رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، جوزيف شوستر، الذي عبر خلال لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن مخاوفه من كون اللاجئين قدموا من بلدان ينظر فيها لإسرائيل على أنها العدو الأول، وهو ما يجعلهم يقومون بتوجيه هذا العداء نحو اليهود.
وبعد استعراض أمثلة إضافية لمواقف قادة يهود عبروا عن مخاوفهم بخصوص تنامي مشاعر الكراهية تجاههم، انسجاما على ما يبدو مع خطاب المظلومية الذي يحب هؤلاء الترويج له من أجل ابتزاز من حولهم، ختم مانفريد غريستنفيلد مقاله بالقول إن وضع الجاليات اليهودية في أوروبا ومستقبلها أصبح اليوم أكثر قتامة مما كان عليه الحال قبل بضعة أشهر.