هب الكاتب الفرنسي المعروف، برنار هنري ليفي، للدفاع عن إسرائيل ومهاجمة “الانتفاضة الثالثة” في الأراضي المحتلة.
ففي مقال نشرته مجلة le Point الفرنسية، دعا ليفي إلى التوقف عن تسمية ما يقع من عمليات طعن يقوم بها الشبان الفسطينيون في حق جنود الاحتلال والمستوطنين “بالانتفاضة”.
في مقاله، أسهب ليفي في مهاجمة من أسماهم “الذئاب المنفردة”، في إشارة إلى الفلسطينيين، الذين يقوم بعمليات طعن تلاقي المئات من نقرات الإعجاب على موقع “فايسبوك” ويتابعها الآلاف من خلال تغريدات على موقع “تويتر”.
وهاجم ليفي ما قال إنها دعوات الأئمة في غزة لإراقة أكبر قدر من الدماء اليهودية، رافضا أن يتم تبرير هذه “الأعمال الإجرامية” بأي يأس سياسي أو اجتماعي ينتاب الفلسطينيين.
وعمد الكاتب الفرنسي إلى إقامة ربط بين الفلسطينيين ومن يحاربون في سوريا والعراق معتبرا أننا أمام نفس الصورة “للجهادي” الذي يذهب ليضحي بنفسه.
وقال ليفي إنه أمام هذا الوضع يصعب وصف ما يقع “بالانتفاضة” التي تبدو أقرب إلى حلقة جديدة من حلقات “الجهاد العالمي” وما إسرائيل إلا مشهد فيه.
وبالنسبة لبرنار هنري ليفي، لا يمكن تبرير أعمال العنف التي يقوم بها الفلسطينيون في نظره ضد الإسرائليين، بما يقع عليهم من احتلال أو “بتجاوزات” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
ويستشهد الكاتب الموالي لدولة الاحتلال بكون عمليات الطعن تستهدف حسب قوله بدرجة أولى اليهود الذي يطلقون سوالف شعرهم، أي الذين تظهر يهوديتهم أكثر من غيرهم.
ويستطرد الكاتب الصهيوني في محاولته لشيطنة الفلسطينيين والإيهام بأن الظلم والاحتلال الواقع عليهم ليس السبب وراء العمليات التي يقومون بها، بالقول إنه من غير المؤكد أن تكون لقضية عدم وجود دولة فلسطينية علاقة بما يحدث.
في هذا الإطار، يرفض ليفي الدعوات إلى “ضبط النفس” معتبرا أنه لا يمكن المساواة بين المعتدي الفلسطيني في نظره، والعسكري أو المستوطن الإسرائيلي الذي يوجد في حالة دفاع عن النفس.
أكثر من ذلك، انتقد ليفي ما وصفها بالإدانات المحتشمة لما يتعرض له الإسرائيليون متسائلا هل كان سيتم تبني الخطاب ذاته لو كان ما يحصل يقع في شوارع واشنطن أو لندن أو باريس.
كما يجد ليفي أنه من غير المقبول أن تهتم وسائل الإعلام الكبرى بعائلات الفلسطينيين ولا تقدم ولو عشر نفس الاهتمام بالعائلات الإسرائيلية التي تعيش الحداد على ذويها.
وليختم مسلسل التغليط في مقاله، رفض ليفي الآراء التي تعتبر أن السلاح الأبيض الذي يطعن به الفلسطينيون هو سلاح الطرف الأضعف في معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويضيف الكاتب الصهيوني أن هذا السلاح الأبيض يذكره بالسكين الذي ذبح به دانييل بيرل وجيمس فولي هيرفي غورديل على يد “داعش” في الفيديوهات التي بثها التنظيم.
ويظهر جليا أن ليفي سعى إلى إقامة ربط بين الفلسطينيين وتنظيم “داعش” المتطرف، وتجاهل تماما جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني في إطار سعيه لتبييض الوجه الأسود لدولة الاحتلال وشيطنة شعب ما يزال يناضل من أجل معانقة الحرية واسترجاع أرضه المغتصبة.
إقرأ أيضا: كاتب يتهم الإعلام الإسرائيلي بنشر “فيروس” الخوف داخل مجتمعه