يخلق وزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل الحدث في الأسابيع الأخيرة منذ عودته إلى بلاده، حيث بدأ رحلة مكوكية يطوف فيها على الزوايا المنتشرة على ربوع البلاد، ما جعل المتابعين للوضع في الجارة الشرقية يحاولون قراءة هذا النشاط المكثف لخليل وما يسعى النظام الجزائري من ورائه.
عملية إعادة إدماج شكيب خليل داخل مربع السلطة، والتي تمت بعد أن ظهر أن تم الالتفاف على متابعته أمام العدالة بسبب دوره في فضيحة الفساد “سوناطراك 2” التي عجلت بفراره إلى الولايات المتحدة، توحي بأن صديق بوتفليقة عاد ليلعب أو ليوظف في دور مهم في المرحلة السياسية الحالية بالجزائر.
تبييض صفحة شكيب خليل، التي لطختها الاتهامات بالفساد وتلقي رشاوى بالملايين، تمر اليوم من خلال الزوايا، وإن كان من الواضح أن النظام الجزائري سيواجه صعوبة في مهمته هاته، بعد أن ترسخت عن شكيب خليل صورة المسؤول الفاسد والمرتشي في أذهان الجزائريين.
اللجوء إلى الزوايا في عملية تبييض سياسية بلبوس ديني لتقديم خليل في صورة أكثر نقاء للرأي العام بالبلاد، سبقه وصاحبه حشد النظام الجزائري “لأبواقه”، على رأسهم عمار سعداني وأحمد أويحيى، من خلال التنويه بكفاءة الرجل.
بالرغم من ذلك، لا يبدو أن العملية التي يقوم بها النظام، من خلال التحضير للعب شكيب خليل لدور كبير في المرحلة المقبلة قد يصل حد تقلد منصب الرئاسة حسب بعض القراءات، قد يواجه برفض من طرف الرأي العام الجزائري.
ويبدو أن عملية إعادة إدماج شكيب خليل إما محاولة من طرف الجزائري لإلهاء الرأي العام في الوقت الذي تقوم فيه بإعادة ترتيب المشهد السياسي والإعلامي، تقول صحيفة “الوطن” الناطقة بالفرنسية، أو سعي يائس من السلطة التي صارت تفتقد الحلول، من الأكيد أن الخيار الثاني يحمل في طياته مخاطر عدة.
فمهمة “بيع” شكيب خليل للجزائريين، التي تتم في وقت تمر فيه البلاد من أزمة تعقد من قدرة النظام على الاستمرار في شراء السلم الاجتماعي والاحتفاظ بأتباعه، ستكون عسيرة على الجناح القوي في السلطة.
لذلك، يبقى التساؤل حاضرا بقوة، هل يراهن النظام الجزائري على حصان خاسر من خلال سعيه إلى الدفع بوزير الطاقة السابق إلى واجهة الأحداث في البلاد؟