ينتظر الجمهور المغربي بفارغ الصبر مشاركة إيجابية للمنتخب الوطني في نهائيات كأس افريقيا المقبلة، التي ستقام في الأراضي الغابونية مطلع العام المقبل، وذلك من أجل مشاركة مشرفة، تطوي سجل المشاركات السلبية الماضية، التي لم يفلح خلالها الأسود في تجاوز الدور الأول، بالرغم من وجود مدربين كبار، ولاعبين محترفين في أبرز الأندية الأوروبية.
خبرة رونار
الكل يراهن على خبرة الناخب الوطني الجديد الفرنسي هيرفي رونار، الذي يتوفر على تجربة رائدة في نهائيات كأس افريقيا، حيث سبق له أن توج بالكأس القارية مع منتخبي زامبيا سنة 2012، ثم مع منتخب ساحل العاج سنة 2015، فالكأس القارية بالنسبة للمدرب رونار تعتبر بطولة قصيرة تتطلب الذكاء والحنكة في التعامل مع المباريات الثلاث الأولى، والتي يراهن عليها للعبور للدور الثاني، إذ شدد على ضرورة التركيز على المباراة الاولى التي تعتبر خطوة مهمة من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة الثانية، ثم مواجهة ساحل العاج في وضعية مريحة.
فهناك من يراهن على تجربة مدرب المنتخب قاريا، من أجل تحقيق نتائج جيدة، والوصول إلى أدوار متقدمة في الكأس القارية، وفك العقدة التي عمرت لفترة طويلة، منذ كأس افريقيا 2004 بتونس، والتي تمكن خلالها الفريق الوطني من الوصول للمباراة النهائية.
إشكالية القائمة
اختار الناخب الوطني هيرفي رونار قائمة موسعة تضم 26 لاعبا، من بينهم يونس بلهندة المصاب والذي سيكون حاضرا في معسكر الامارات العربية، تحضيرا لنهائيات كأس افريقيا للأمم، بالرغم من إصابته الصعبة، حيث يرغب الناخب الوطني في الاستعانة به لكي يكون حاضرا في الدور الثاني، في حال عبور الفريق الوطني بهدف تعزيز خط الوسط.
الكثير من عشاق المنتخب الوطني يتساءلون عن المعايير التي اعتمدها الناخب الوطني في انتقاء القائمة الأولية، خاصة أنها ضمت العديد من المحترفين غير أساسيين في أنديتهم، والذين أصبحوا يحضون بالأولوية، من قبل الناخب الوطني على حساب لاعبين آخرين يتمتعون بتقنيات عالية والتجربة .
إقصاء زياش
شكل إستبعاد اللاعب الدولي حكيم زياش من قائمة المنتخب الوطني، صدمة للجماهير المغربية وللأطر الوطنية، الذين يرون في نجم فريق أجاكس مستقبل كبير سيخدم مصلحة الفريق الوطني، وقادر على تقديم الاضافة للخط الهجومي الذي يفتقد للفعالية، في بناء الحملات المرتدة، والتمريرات الحاسمة، خاصة ان زياش يعد أفضل اللاعب أوروبيا في صناعة الأهداف.
وحاول المدرب هيرفي رونار، توضيح الأسباب التي دفعته إلى إقصاء زياش من المنتخب الوطني، لكنها تظل مبررات غير كافية بالنسبة للجمهور المغربي، الذي لم يتقبل الطريقة التفضيلية التي يتعامل بها رونار مع اللاعبين المحترفين في فرنسا، بينما يقوم بإقصاء لاعبين آخرين لهم مؤهلات وإمكانيات لحمل قميص المنتخب، مثل لزعر وشحشوح وزياش والقادوري.
عناصر بدون تجربة
تضم قائمة هيرفي رونار عدة لاعبين لا يتوفرون على تجربة قارية، ومنهم من يشارك لأول مرة مع المنتخب الوطني مثل ( الناصيري، حمزة منديل، بوطيب، رشيد العليوي، أيت بناصر)، في الكأس الافريقية والتي تعتبر بطولة قوية تتطلب توفر المنتخب على لاعبين يتوفرون على لياقة بدنية عالية، وخبرة طويلة، من أجل مقارعة اللاعبين الأفارقة الذين يعتمدون على القوة الجسمانية والبدنية خلال المباريات، بالاضافة إلى القامات الطويلة، التي تعد القوة الضاربة لبعض الفرق الافريقية.
الجميع ينتظر تقييم مستوى المنتخب الوطني في المبارتين الوديتين، أمام منتخبي إيران وفلندا من أجل معرفة ملامح التشكيلة الأساسية التي سيعتد عليها الثعلب الفرنسي في نهائيات “الكان”، والتي ستقدم صورة واضحة عن مستوى الأسود قبل الرهان الافريقي.