هل استوعب إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أنه ظل وحيدا بعد أن هرب عنه أصدقاء الأمس الذين تحلقوا حول “المصباح”؟. خرج إلياس العماري يومه الثلاثاء 18 أكتوبر الجاري، بمقال رأي نشره في أحد المواقع الإخبارية يحمل مجموعة من الرسائل الهامة لمنافسيه السياسيين، والذي بسببه قد يُزيح مفهوم “القطبية” بالمغرب. العماري بدا في مقاله وكأنه يريد أن يمد يده للعدالة والتنمية رغم أنه لم يشر إليها بالحرف، بعد أن عبر في أكثر من مناسبة قبل وبعد صدور نتائج الانتخابات التشريعية أنه لن يكون هنالك تحالف مع “البيجيدي”.
زعيم “البام”، وبحسب مقاله يريد أن يمد يد المصالحة، لكن دون أن يشير إلى مع من يريد بناء هذه المصالحة، وكتب العماري: “نستشرف اليوم، كحزب وطني فتي ومناضل، خطوات ومسارات مصالحاتنا الرحبة، بإرادتنا الواثقة وأيادينا الممدودة للجميع، لنتخلص من خصوماتنا الجوفاء وأحقادنا العمياء؛ ونتقدم سويا نحو الاعتراف المتبادل ببعضنا البعض، واضعين مصلحة الوطن وكرامة الشعب على رأس الأولويات، وآخذين الصالح العام المشترك مأخذ جد ومسؤولية، وحاملين في قلوبنا حب جذور وطننا المغرب، المدثرة بملاحم وشجاعة أجدادنا الأبطال في حفظ وحدة ومجد وإشعاع الكيان الوطني المغربي الشامخ في التاريخ”.
وطالب إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في مقاله المعنون بـ” مقدمات في حاجتنا إلى مصالحة تاريخية شجاعة”، باستحضار اللحظة التاريخية التي يمر منها المغرب بعد انتخابات 7 أكتوبر، “واضعين مصلحتنا الجماعية، كمغاربة أحرار عبر التاريخ، في التكتل والتضامن والوحدة، وطامحين إلى تحقيق مواطنة متكافئة ومشتركة بين كل بنات وأبناء المغرب، لتشييد مجد وعلياء الوطن بين سائر الأمم. ونحن واثقون، بإيمان راسخ وثقة صادقة في التجربة الفتية لحزبنا المناضل، ومن خلال تفاعل مواقف وقناعات أطره وقياداته الوطنية الحكيمة والمخلصة، بأنه دون إنجاز مصالحة تاريخية شجاعة لا يمكن أن نواجه زحف النزوعات نحو التعصب والتنافر والاستعداء”.
وأكد إلياس العماري في مقاله، أنه يجب “الابتعاد عن كل العوائق لبناء مصالحة وطنية”. واستطرد: “رغم كل العوائق والاستفزازات، فنحن في حزب الأصالة والمعاصرة، متشبثون بتجسير مطلب المصالحة تجاه الجميع، في وطن يتسع للجميع، ويشرئب إلى الأعلى بسواعد وهامات كل بناته وأبنائه”.