الرئيسية / إضاءات / خبير سياسي يكشف لـ مشاهد24 السيناريوهات الممكنة لتشكيل الحكومة المقبلة
السيناريوهات

خبير سياسي يكشف لـ مشاهد24 السيناريوهات الممكنة لتشكيل الحكومة المقبلة

مباشرة بعد صدور نتائج الانتخابات التشريعية والتي منحت لحزب العدالة والتنمية فوزا رقميا وسياسيا، تتناسل في الصالونات السياسية خلال هذه الأيام مجموعة من السيناريوهات الخاصة بالتحالفات بين الأحزاب، لتشكيل حكومة جديدة سيقودها حزب العدالة والتنمية طبقا لمقتضيات دستور 2011.

فرغم أن عبد الإله بنكيران الأمين لحزب العدالة والتنمية ربح الرهان الأول، إلا أن الأيام القادمة لن تمر سهلة عليه، فالمفاوضات حسب ما تؤكده مصادر متطابقة تمر في جو عسير لصناعة تحالف حكومي لن يكون ضمنه حزب الأصالة والمعاصرة والذي أكد على ذلك في بلاغ رسمي أمس الأحد.

ما يجعل الأمور تبدو صعبة نوعا ما، هي بنكيران قصف جل حلفائه في الحكومة السابقة، واندلعت صراعات خفية بين مكونات الحكومة المنتهية ولايتها، سواء مع صلاح الدين مزوار الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار وكذا بعض وزرائه مثل محمد بوسعيد، أو امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وقبلهما حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال الذي فضل ترك سفينة الحكومة ومغادرتها إلى المعارضة، ولكن كما قال بنكيران فـ”السياسة لا يوجد بها يقين”.

يرى الدكتور محمد زين الدين أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، أن التجربة الحكومية السابقة كانت مطبوعة بقدر كافي من التنافر السياسي بين مختلف الفرقاء السياسيين إلى أن تحول منسوب الثقة بينهم جد ضعيف.

وأردف زين الدين في تصريح لـ مشاهد24، أن “السيناريوهات الخاصة بتشكيل الحكومة المقبلة متعددة وكلها قابلة للتنفيذ”، فأول سيناريو يضيف زين الدين هو “تشكيل حكومة مبنية من أحزاب الكتلة وهي (حزب الاستقلال، التقدم والاشتراكية، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) يقودها حزب العدالة والتنمية، فبنكيران عبر عن ذلك في كثير من تصريحاته منذ انتخابات 2011 وهو ما يطمح إليه البيجيدي حتى الآن، وما يعزز هذا الطرح أن حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي إذا ما بقيا في المعارضة سيموتان سريريا وسيتضرران من ذلك، وهو ما سيستغله بنكيران”.

أما فيما يخص حزب الاستقلال يضيف زين الدين، فحميد شباط قائد “الميزان”، “يعتمد برغماتية نفعية وحتى بنكيران لا يعلم ماذا يدور برأسه وهو ما عبر عنه في إحدى تجمعاته الخطابية بمدينة فاس إبان الحملة الانتخابية، حيث قال: هداك السيد ماعارفينوش علاش ناوي، لكن التحالف معه جد قائم”.

واستطرد المتحدث ذاته في تصريحه لـ مشاهد24 أن السيناريو الثاني يكمن في “الاحتفاظ بالتحالف الحكومي الحالي ممثلا في حزب العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار وهو ما يعتبر تجديد الثقة في الحكومة المنتهية ولايتها، فالأحزاب الأربعة تتوفر على أغلبية مريحة نسبيا”.

أما السيناريو الثالث يسترسل زين الدين، يتمثل في “تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الاستقلال، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، أي ما يعني تعويض التجمع الوطني للأحرار بالاستقلال، وهذا نابع من تصريحات سابقة لقياديين بارزين في حزب “الحمامة” تبرز ميلا واضحا نحو التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة ولو في المعارضة”.

أما السيناريو الرابع يضيف زين الدين أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية إلى إمكانية أن “تضم الحكومة المقبلة خمسة أحزاب، وهي: العدالة والتنمية، والاستقلال، والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية والتجمع الوطني للأحرار، وذلك لتشكيل أغلبية حكومية مريحة، تضاهي المعارضة القوية المنتظرة والتي سيقودها “البام”.

الملاحظ في هذه السيناريوهات، أن حزب التقدم والاشتراكية “يضع بصمته في كل واحدة منها، وهذا راجع إلى التقارب الكبير والتحالف الرسمي الذي أعلنه “البيجيدي” و”الرفاق” قبل أن تبتدأ الحملة الانتخابية، حيث قال بنكيران مخاطبا نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، “غادين نبقاو مجموعين سواء داخل الحكومة المقبلة أو خارجها”.