الرئيسية / المغرب الكبير / رواية “الملائكة تموت من جراحنا”..مطاردة للحب زمن احتلال فرنسا للجزائر
الملائكة تموت من جراحنا
الكاتب الجزائري محمد مولسهول (ياسمينا خضرا)

رواية “الملائكة تموت من جراحنا”..مطاردة للحب زمن احتلال فرنسا للجزائر

تناولت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية رواية محمد مولسهول أو ياسمينا خضرا، الكاتب الجزائري المعروف باللغة الفرنسية، والتي تحمل عنوان “الملائكة تموت من جراحنا”.

الصحيفة وضعت الرواية في سياقها التاريخي، حيث كانت فرنسا الاستعمارية تحتفل عام 1930 بمرور 100 عام على احتلالها للجزائر، فصارت تعتبرها مجرد امتداد للتراب الفرنسي، في الوقت الذي سطرت فيه فرنسا واحدة من أسوأ صفحات الاحتلال في العصر الحديث.

ورغم القمع الذي تعرض له الجزائريون آنذاك، رفض هؤلاء أن ينمحوا بصورة كلية من خلال تذكير المستعمر أنهم ما يزالون حاضرين، رغم الصورة التي ظل المستعمر يروجها من خلال تصويرهم في ملابس رثة.

لتخليص أنفسهم من الصورة النمطية، كان أمام الأهالي اللجوء إلى الرياضة لرد الاعتبار لأنفسهم أمام الغزاة. في البداية كانت كرة القدم، لكن “الملاكمة، أكثر من أي شيء آخر، هي ما كان يثير حماس الجزائريين”. وإذا كان ملاعب الكرة تكرس التفرقة بين الجزائريين والأوروبيين، حيث يجلس كل في جهته، إلا أن الطرفان كان يختلطان في قاعة الملاكمة.

“لذلك أردت أن أكتب قصة عن الشخصية المتخيلة للملاكم تورامبو، الذي يعد تجسيدا لكل الأبطال العرب والأمازيغ الذي جلبوا المجد للمنطقة بعد الهزائم المهينة التي صاحبت الاحتلال”، يقول محمد مولسهول، مضيفا، “من دون أن يعوا بذلك، كان الملاكمون يظهرون للشعب الجزائري أنهم ما يزالون قادرين على خوض نزال شريف، وأنه بالرغم من أن الحكومة الفرنسية كانت لها السلطة، فهي لم تكن عصية على الهزيمة”.

ويستطرد الكاتب الجزائري المعروف بالقول إن “الملائكة تموت من جراحنا” كان بالنسبة له “مناسبة للعودة إلى زمن من الجيد أنه تم تجاهله من قبل الكتاب والمؤرخين” بالرغم من أنه كان لحظة مهمة بالنسبة إلى مصير الجزائر.

مع بداية عقد 1930، بدأت الحركة الوطنية الجزائرية تقطف ثمارها يقول المقال. بيد أنه في سنة 1945، في الوقت الذي كانت تحتفل فيه أوروبا بالحرية في 8 ماي (بعد سقوط النازية)، كان الجزائريون يقتلون على يد الجيش الفرنسي أثناء مجزرة سطيف وقالمة، حيث قتل حوالي 45 ألف شخص، بالإضافة إلى القصف الذي طال بلدة خراطة حيث تقول التقديرات الأوربية أن ما بين 15 ألف و20 ألف شخص قتلوا.

بيد أن مولسهول يؤكد أنه لم يكتب الرواية من أجل الحديث عن هذه المأساة، بل إن قصته هي حول شخص يبحث عن دربه، في الوقت الذي وجد نفسه موزعا بين سعيه لأن يصنع لنفسه أسطورة، وبين رغبته في تجربة الحب.

“الملائكة تموت من جراحنا” هو ملحمة، سفر عبر بلد تتقاذفه معارك عدة: معركة ضد النفس ومعركة ضد عبثية الحياة وبالأخص معركة أخرى من أجل الحب الذي هو المعجزة الوحيدة”، يقول الكاتب الجزائري.

مولسهول، الذي تبنى اسم ياسمينا خضرا تكريما للمرأة، أفرد للجنس اللطيف دورا رئيسيا في روايته، حيث قال إنه قرر تسمية فصولها بأسماء شخصيات نسائية لأنه “يؤمن بالحب وبما يمكن للمرأة أن تقدمه للباحثين عن الفداء”.

يذكر أن الرواية صدرت باللغة الفرنسية عام 2013 قبل أن تصدره ترجمته باللغة الإنجليزية بعنوان « The Angels Die ».

ويقول محمد مولسهول عن عمله الروائي، “لقد كتبته من أجل تكريم بلد كان يمكن أن يكون جنة للجميع، لو عرف الجميع كيف يتقاسمون. من بين كل رواياتي، “الملائكة تموت من جراحنا” هو ولربما أكثر من حركني. إنه الأقرب إلي ربما لأنه، مثلي تماما، يطارد الحب في عالم عدائي”.

للمزيد: كاتبة تونسية تدافع عن كمال داود بعد اتهامه “بالاستشراق”