العاهل الإسباني

العاهل الإسباني يدعو الأحزاب إلى تخفيف العبء عن الناخبين وتجنب تكرار الاقتراع

دعا العاهل الإسباني، فيليبي السادس، الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان الحالي، أن تخفف عن الناخبين عبء التوجه ثانية إلى صناديق الاقتراع لإعادة انتخاب برلمان جديد ودعاهم إلى استكشاف كافة السبل لحل مشاكل الإسبان قبل حل مشاكل أحزابهم ؛ وخلاف ذلك، حثهم على تخفيف الأعباء المالية عن الدولة.
وكشف هذا التمني عن الملك، نائب برلماني من إقليم “أستورياس” استقبله الملك صباح اليوم في إطار الجولة الثالثة من المشاورات التي شرع فيها الملك بالقصر الملكي “لاثرثويلا”.
ومن جهته اقترح النائب، بيدرو كيفيدو، من إقليم” كنارياس” البحث في إمكانية توصل الكتل البرلمانية إلى اتفاق تشريعي بخصوص الأدنى من المبادئ، مدته أربع سنوات يتم خلالها وقف الإصلاحات التي اتخذتها الحكومة السابقة واستبدالها بإصلاحات بديلة ذات طابع عاجل تحتاجها البلاد، تتمثل في تجديد الديمقراطية، محاربة الفساد، تعديل الدستور وضمان الحد الأدنى من العيش للمحتاجين.

5b17e56e-d96c-454e-8f77-f4fcf6fb1d69

ولم تظهر نهاية صباح اليوم مؤشرات على وضع حد للأزمة السياسية، ويحاول كل حزب تحميل الآخرين مسؤولية عرقلة تشكيل حكومة تنتظرها البلاد منذ حوالي خمسة أشهر، فما زالت المواقف متباعدة إلى حد كبير كما أفرزها المشهد الحزبي ليلة العشرين من ديسمبر الماضي.

إقرأ أيضا: ملك اسبانيا يعيد الكرة إلى الأحزاب ومناورات “پوديموس” مكشوفة

ويخشى الحزب الشعبي قبول تكليف الملك لرئيسه، ماريانو راخوي، بأن يحاول ما فشل فيه المرشح العاثر الحظ، بيدرو سانشيث، أمين عام الحزب الاشتراكي الذي توجه إليه الآن سهام النقد بسبب إصراره على الوصول إلى قصر الحكومة مع أن كافة الرياح كانت تهب ضده؛ إذ لو رفض الاستمرار في المغامرة كما فعل منافسه، ماريانو راخوي، لفوت على البلاد إطالة الأزمة التي أصابت الإسبان بالسأم من أحزابهم.
ومن جراء ذلك يبدو أن الحزب الاشتراكي، مرشح حسب استطلاعات الرأي، لتلقي ضربات الناخبين إذ من المتوقع أن يتراجع بقليل في المرتبة أمام حركة “بوديموس” التي سعى الاشتراكي بكل طاقته التحالف معها لتشكيل حكومة التغيير التقدمية، بينما كان، بابلو إيغليسياس، يحفر القبر للحزب الاشتراكي، طمعا في ابتلاع ناخبيه والمتعاطفين معه، ما جعل، بوديموس، يعقد اتفاقا تنسيق مع حزب اليسار الموحد، لترتفع حصة أصواته في الانتخابات التشريعية المتوقعة يوم السادس والعشرين من يونيو.
وحرصا منها على تجنب غضب الناخبين وعقابهم، استجابت الأحزاب التي ستخوض غمار الاستحقاقات، للدعوات الصادرة عن الملك ومن أكثر من جهة منادية باقتصاد النفقات في الحملات الانتخابية بأن تكون بسيطة ومختصرة على اعتبار أن توجهات الناخبين باتت معروفة وهم ليسوا في حاجة إلى أدلة إقناع للتبشير ببرامج بديلة، فكل حزب سيتشبث بتكرار ما عرضه في نفس القالب على اعتبار أنه الأفضل.
ويترقب الرأي العام الإسباني مساء غد الثلاثاء، موعد إطلاق الدخان الأبيض أو الأسود من مدخنة قصر “لاثرويلا”إيذانا بانتهاء الأزمة أو فشل التوصل إلى حل، ما يعني إعلان حل البرلمان ودعوة الناحبين لاقتراع جديد يوم السادس والعشرين من يونيو المقبل.
ومن الصعب فيما تبقى من الأيام (أقل من أسبوع) أن يتمكن الفاعلون الحزبيون المنقسمون على بعضهم، من إيجاد مخرج من الأزمة. على الرغم من أن الملك سيحاول إلى أخر دقيقة أقناعهم.
ولم يبق في الأفق سوى حل واحد وممكن هو قيام تحالف ثنائي بين الحزبين الكبيرين الشعبي والاشتراكي أو ثلاثي بإضافة ثيودادانوس، حيث سيشكل الثلاثة أكبر تكتل برلماني في تاريخ الديمقراطية الإسبانية الحديثة.
وحسب آخر تصريحات الاشتراكيين، فإنهم ليسوا مستعدين على التحالف بأي ثمن وتحت أية مبررات مع الحزب الشعبي، بينما ينفرد “ثيودادانوس” بموقف مرن، فرغم انتقادهم للشعبي فإنهم يرون أن الضرورة التاريخية، تبرر التعاون معهم.
ومن جهته يقول “الشعبي” إن اليد ما زالت ممدودة للاشتراكيين رغم كل ما قاله أحدهما عن الآخر.

اقرأ أيضا

العاهل الإسباني

العاهل الإسباني وقع صباح اليوم قرار حل مجلس النواب والدعوة لانتخابات جديدة

وقع العاهل الإسباني قرار حل البرلمان بعد فشل الأحزاب في الاتفاق على تشكيل حكومة وطنية .

الإسبان

خوف الإسبان من تكرار مشهد سياسي استوجب إعادة الانتخابات؟

يتخوف الإسبان من تكرار المشهد السياسي الذي أفرزته الانتخابات يوم العشرين من شهر ديسمبر والتي لم تمنح أي حزب أغلبية مطلقة تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.

أربعة أشهر في جدل

ضياع المال وأكثر من أربعة أشهر في جدل حزبي عقيم بإسبانيا

أصاعت اسبانيا أربعة أشهر في جدل حزبي عقيم.