أكد الشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، اليوم الاثنين 25 أبريل 2016 بتونس، أهمية الدورة السادسة لمجلس وزراء الداخلية لدول اتحاد المغرب العربي، التي تعتبر فرصة سانحة لوضع تصور عام لمكافحة مختلف التهديدات التي تحدق ببلدان الاتحاد، وبلورة استراتيجيات مشتركة، مشددا على بناء الفضاء المغاربي ظل دوما يشكل أولوية بالنسبة للمغرب الذي تحدوه رغبة حقيقية لتفعيل الاتحاد المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا لا محيد عنه.
الضريس، في كلمة أمام الدورة السادسة لمجلس وزراء الداخلية لدول اتحاد المغرب العربي، أكد على ضرورة التعاون، بين دول المنطقة المغاربية ودول الساحل، موضحا أنه قد أصبح من الضروري إقامة شراكة مستدامة مع دول منطقة الساحل مبنية على الحوار وتبادل الخبرات للتمكن من القضاء على مختلف الظواهر الإجرامية التي تعيق السلم والاستقرار وتقف حاجزا أمام التنمية.
كما أكد الوزير المنتدب على أن المصالح التابعة لوزارة الداخلية المغربية لن تدخر جهدا من أجل تفعيل وتعزيز التعاون الأمني مع نظيراتها في الدول المغاربية، وفق مبدأي المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة، داعيا مصالح وزارات الداخلية في الدول المغاربية للعمل من خلال الآليات المغاربية سواء لجنة المتابعة في المجال الأمني أو كل من فريق العمل الخاص بمكافحة الإرهاب والجريمة وفريق العمل الخاص بالهجرة غير الشرعية وفريق العمل الخاص بمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات وفريق العمل المكلف بالوقاية المدنية على تفعيل توصيات المجلس.
من جانب آخر، نوه الوزير المنتدب بالدينامية الجديدة التي يعرفها مجلس وزراء الداخلية لدول اتحاد المغرب العربي وانتظام اجتماعاته لدراسة سبل تعزيز التعاون المغاربي، وتقديم المقترحات التي تهم القطاعات ذات الصلة بمجال اختصاصات وزراء داخلية دول المغرب العربي، مؤكدا على أهمية هذه الدورة التي تنعقد في ظرفية خاصة تتسم بتصاعد التهديدات الأمنية والمخاطر المتنوعة مما يتحتم معه توخي المزيد من اليقظة والحذر ويستلزم التنسيق والعمل المشترك.
كما استعرض الشرقي الضريس، خلال هذا اللقاء، أهم ركائز المقاربة الاستباقية والمتعددة الجوانب التي تبنتها المملكة المغربية في مواجهة التهديدات الإرهابية، والتي مزجت بين العمل على تعزيز الترسانة القانونية، وإعادة تأهيل الحقل الديني، ودعم المجهود التنموي، بالإضافة إلى الحفاظ على الأمن، في احترام تام للقانون ولمبادئ حقوق الإنسان.
وأبرز في هذا الشأن أن انخراط المملكة في مكافحة الإرهاب جعل منها هدفا لتهديدات الجماعات المتطرفة، التي أصبح التصدي لها تحديا أمنيا كبيرا لكل بلدان المنطقة، بالنظر لخطورة العمليات الإرهابية التي تنفذها بمنطقة الساحل وتمركز خلايا الدعم اللوجستيكي التابعة لها بالمنطقة المغاربية، وأيضا في ظل محيط إقليمي ودولي يتغذى فيه الخطر الإرهابي من الصراعات والأزمات التي يعرفها العالم العربي من جهة، ومن دينامية توسع مشروع الخلافة، تحت لواء ما يسمى بـ”داعش”، الذي يحاول إيجاد موطئ قدم في المنطقة المغاربية.
إقرأ أيضا: ناشطون: الفساد في تونس يتجاوز الخطوط الحمراء